السؤال
هذه مأساة، فهل من مجيب؟ سأسرد لكم قصة أخ لي من الجزائر درس في الجامعة أكثر من 12 سنة، وحصل على أكثر من 05 شهادات جامعية، وبعدها دفعته الحاجة إلى البحث عن عمل فبحث مدة سنتين عن عمل فلم يجد عملا ليست فيه رشوة ولا محسوبية ـ لا في الإدارات ولا في المؤسسات ـ وبعدها تعرف على صحفي في جريدة معروفة في الجزائر فكتب عنه الصحفي مقالا في الصفحة الأولى من الجريدة وتساءل هذا الصحفي في مقاله عن تهميش كفاءات الدولة وكيف بهذا الأخ الذي له 10 باكالوريات وأكثر من 5 شهادات جامعية عاطل عن العمل ولم يجد أي عمل في مؤسسات الدولة، وبعدها سارعت الدولة واتصلت به للتغطية على العار فوظفوه في بنك ربوي لا غير، فلم يقبل بالوظيفة للمرة الأولى، وعندما رأى نفسه معدما وأسرته ليس لها عائل ولا تأكل إلا الخبز والحليب، وهو مقبل على الزواج خضع للوظيفة في البنك الربوي، مع العلم أنه لا وجود لبنك إسلامي في الجزائر، وبعد مدة أتعبته نفسه كيف له أن يعمل في بنك ربوي، فسأل بعض الشيوخ فأفتوه بالخروج من البنك فورا، فخرج صاحبنا وأصبح يبحث عن العمل هنا وهناك، ولكن الرشاوى والمحسوبية طاغية على الوضع، فتراكمت عليه الديون وطرد من المسكن الذي كان يستأجره، لأنه لا يستطيع تغطية أجرته، وولدت له بنت بعد زواجه فزادت نفقاته فلم يستطع تغطيتها فلجأ إلى أسرته الكبيرة، فإذا هي في فاقة، فدفع بزوجته وابنته إلى أسرة زوجته، لأنه لم يستطع أن يعولهم، وبعدها انهار صاحبنا نفسيا وعصبيا، لأن الواقع شيء والفتــوى شيء آخر، ولأنه لم يجد عملا حلالا، فضاع أخونا بين الوسواس والدواء، فهذه مأساة أخينا، فما العمل يا شيخ؟ ومن المتسبب فيها ـ حفظكم الله؟ وهل هناك حل لعودة هذا المسكين للعمل في البنك؟ انصحونا بشيء.