السؤال
قصتي طويلة لا أعرف كيف أبدأها ولكني أردت البوح بها قبل أن تؤدي إلى هلاكي: أنا شاب نشأت في أسرة ملتزمة وقد تربيت منذ طفولتي على الصلاة في المسجد وقراءة القرآن، منذ أن بلغت وأنا لا أستطيع مقاومة شهوتي فكنت أخرج المني بشكل كبير، كنت أفعل ذلك بشكل كبير يصل إلى أربع مرات أحيانا، ولا أخفيكم أني كنت أنظر إلى أولاد خالتي بشكل شهواني عند جلوسنا معا على الطعام، كنت دائما أشعر بالذنب والألم على ما فعلت، فكنت ألجأ إلى قراءة القرآن بعد كل فعل من هذا النوع، وكثيرا ما كنت ألجأ للصدقة حتى أني أدمنت الأمر فكنت أستدين المال لأتصدق، وكنت أعمل طوال الأسبوع في البناء لأتصدق بما عملت به كنت أشعر بعد الصدقة بنشوة كبيرة وخاصة عند ما أذكر قول الله تعالى: من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة، دخلت الجامعة وكنت أبني حياتي منذ الباكلوريا على الآية: يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم. وقد عاهدت الله تعالى على نصر الدين وبيع نفسي ومالي بأن لي الجنة، طرأ على حياتي تغير عظيم وهو أني تعرفت على عالم الانترنت بعد أن دخلت الجامعة، بدأت وكانت نيتي نشر الدين والجهاد عبر الانترنت واختراق مواقع الكفار، لم ألبث طويلا على ذلك حتى انحدرت في مستنقعات المواقع الجنسية وبدأت أدمن الجنس شيئا فشيئا، بدأت أنظر لجسد المرأة بقرف ولكني بعدها أدمنت أن أرى العملية الجنسية حتى كنت أقضي معظم وقتي وأصرف معظم مالي على الانترنت، كنت أقضي ما متوسطه خمس ساعات على الأفلام الجنسية يوميا، ولكني في نفس الوقت كنت أندم وأحذف المقاطع في نفس اليوم وكنت ملتزما بصلاتي حتى كان أني كنت مختلفا عن أغلب أصدقائي الذين في الجامعة، فكانوا يسمعون الأغاني ويكلمون البنات ويقبلونهم ولم أكن أفعل ذلك لأني كنت متدينا، وقد أضعت الكثير من الفرص رغم أن البنات كن يأتينني لأكلمهن ولكني لم أكن متربيا إلا على الثقافة الدينية التي تقضي بعدم الكلام مع البنات إلا للزواج، تخرجت من الجامعة وشعرت بأني بحاجة شديدة للزواج فأقدمت على طلب بنت وفعلا وافق أهلها وأحبوني كثيرا وعرضوا علي أن أبني بيتا في أرضهم وأنهم سوف يساعدونني في كل شيء، وسيعطونني المال ولكني كنت شكاكا جدا، كنت أعتقد بأن البنت كافرة أو منافقة لأنها لا تصلي الصبح كما أنا أفعل، كما أن لديهم أراضي من قانون الإصلاح الزراعي وقد أفتى مشايخ بلدي أن أرض الإصلاح الزراعي مغصوبة وهي حرام، بالإضافة إلى أن البنت لم تكن جميلة بما فيه الكفاية مقارنة ببنات الانترنت، فكرت طويلا وطويلا وسافرت إلى مشايخ لأسألهم ولكني لم أصل إلى نتيجة، تركت خطيبتي بعد حوالي شهر من خطبتي، بعد أن تركتها اسودت الدنيا بوجهي في الأيام الأولى لم أستطع النوم إلا ساعات قليلة، كنت أقضي معظم وقتي في المشي والتفكير في البنت التي كتبت اسمي واسمها بالورود، والتي ترجتني أن لا أتركها لأني الهواء الذي يبقيها على قيد الحياة، كنت أذهب في منتصف الليل إلى أمام منزلها وأشعر أنها تناديني، مضت حوالي سنتين على الحالة فقررت أن أخطب غيرها وخاصة أني أصبحت موظفا ذا دخل، ولكني لم أستطع أن أجد الفتاة المناسبة حيث أشعر دائما أن المجتمع لا يطبق الدين، فالفتاة الأولى كانت جميلة للغاية ومتعلمة ولكنها درست الموسيقى في الجامعة مع أنها كانت تحفظ القرآن ولكن دراستها للموسيقى أدى إلى ترددي وخاصة أنها ستتوظف وتصبح آنسة موسيقى وتكسب من الموسيقى، وكل مال مبني على حرام فهو حرام. خسرت هذه البنت وندمت عليها، ثم طلبت من والدتي أن تبحث لي عن عروس وإلا سأزني أو أجن وما كان من والدتي المسكينة إلا أن طرقت الأبواب لتبحث عن من يقبل بهذا البائس، وجدت لي عروسا أخرى ولكني كنت متزمتا مع والدها في الكلام بسبب المهر فطردني ولم يقبل بي، بدأت أيأس وتضيق الدنيا بوجهي وأشعر أن الدين طوق يقيد رقبتي وخاصة أني تناقشت كثيرا مع مشايخ في مسائل القضاء والقدر، ومسألة خروج المني من الصلب أم من الخصيتين، كنت أشك دائما في بعض الأمور، تتالت الأيام حتى مررت يوما بمجموعة من الأجنبيات وكنا وقتها في رمضان وكن يلبسن ثيابا يظهر نصف صدورهن فلم أحتمل نفسي وقلت أني أريد الدنيا أريد النساء مهما كان نظرت إليهن عمدا حتى استمنيت، وفعلت ذلك ثلاث مرات في نفس اليوم، منذ ذلك اليوم وأموري الدينية في تدهور أشعر أني خسرت الدين وعصيت الله عمدا وأني اخترت الدنيا وأني سأدخل النار حتى أني لا أنام في الليل وأبكي كثيرا وأصرخ أحيانا، في بعض الأحيان وصل بي الحال أن أشعر بالسخط لأني تركت لله أشياء لم يعوضني عنها كخطيبتي وأراضيها وحبها، أشعر أني خسرت كل شيء وأني متدين غبي وأن الدين لا ينفع لبناء مجتمع متحضر وأن الفاشلين هم المتدينون وأن الدين بعيد عن العلم والواقع، أشعر أني كافر وساخط على الله ولكني أخاف من الموت والنار سامحوني لكني والله أتعذب.