الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التوبة الصحيحة تمحو أثر الذنب

السؤال

وقعت وأنا بكر في الزنا وحملت من بكر وقمت بفض غشاء البكارة حتى ينزل الجنين وبعدها سافرت إلى الخارج للعمل وتعرفت على شاب متزوج مسلم وتحدثت معه عما بي بشكل غير مباشر وأحسست أنه فهمني وبعدها أردت البعد عنه ولكن تقدم لخطبتي ورفض أبي بسبب أنه متزوج وعنده أولاد، ولكن لإصراري عليه وافق والدي مع العلم أن والدي لا يعرف ما بي وحين سألني إذا كان بي شيء أم لا أنكرت وحلفت له على المصحف أنه ليس بي شيء خوفا من الفضيحة وسترا لنفسي خاصة وأنني أحسست أن الله يسترني فأنا لم أكن أعرف حجم ما أفعله ولا أعرف أن هذا حرام ولا أعرف أين ذهب عقلي وقتها؟ مع أنني تربيت تربية ريفية تعرف العيب والأصول، وطيلة عمري لم أقع في الخطإ ولا قمت بإيذاء أي شخص وندمت ندما شديدا ولم يجف بكائي على ما فعلته حتى الآن والآن زوجي يسيء معاملتي كثيرا بدون سبب وأقول لنفسي أنا لست متربية وكيف أكفر عن هذه الذنوب حتى أشعر بالراحة والطمأنينة وعدم الخوف والوحدة التي فرضها علي سري؟ فحياتي غير سعيدة وأحس بأنني السبب.
أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن الزنا من أكبر الكبائر وأشنع الجرائم، كما أن الإجهاض جريمة أخرى لكن مهما عظم الذنب فإن من سعة رحمة الله وعظيم كرمه أنه يقبل التوبة، بل إن الله يفرح بتوبة العبد ويحب التوابين ويبدل سيئاتهم حسنات، والتوبة الصحيحة تمحو أثر الذنب قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: التَّائِبُ مِن الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ. رواه ابن ماجه.

والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب والندم على فعله والعزم على عدم العود إليه مع الستر على النفس وعدم المجاهرة بالذنب.

فإذا كنت قد تبت توبة صادقة فأبشري خيرا بعفو الله، واجتهدي في القيام بحق زوجك ومعاشرته بالمعروف، وتفاهمي معه وطالبيه بمعاشرتك بالمعروف، واعلمي أنه إذا نزلت المصائب على العبد أو شعر بعدم التوفيق في بعض الأمور فعليه أن يتهمّ نفسه ويراجع حاله مع الله فإنّه لم ينزل بلاء إلا بذنب ولم يكشف إلا بتوبة، قال ابن القيم: ومن عقوبات الذنوب أنها تزيل النعم وتحل النقم، فما زالت عن العبد نعمة إلا لسبب ذنب ولا حلت به نقمة إلا بذنب.

فعليك مراجعة نفسك وتجديد التوبة من كل الذنوب والحرص على أداء الفرائض واجتناب المعاصي الظاهرة والباطنة، وأكثري من الذكر والدعاء، فإن الله قريب مجيب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني