الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضوابط إنشاء موقع على الإنترنت للدلالة على مواقع متنوعة

السؤال

أريد إنشاء موقع ويب أضع فيه روابط لمواقع أخرى أنظمها حسب أصناف مختلفة، ليكون بذلك دليلا لمواقع الويب. بما أن معظم المواقع أجنبية، فإن عملية إضافة أي موقع إلى الدليل دفعتني إلى التساؤل عن الضوابط الشرعية التي يجب أن ألتزم بها حتى أعرف ما أستطيع أن أضيفه إلى الدليل من مواقع.
وفي ما يلي سأعرض بعض الإحراجات التي اعترضني عند ما تصفحت المواقع التي أنوي أن أضيفها إلى الدليل و التي ستساعدكم في تحديد الضوابط الشرعية التي كنت قد سألتكم عنها:
- بالنسبة للمواقع التي تقدم المعلومات للمتصفح، وجدت بعض المواقع تحتوي على صفحات ذات معلومات مفيدة و مباحة وفي نفس الوقت قد تحتوي على صفحات أخرى مخصصة للحديث عن أديان أخرى أو معلومات عن ثقافات أخرى، أو تفاسير علمية قد تميل إلى بعض النظريات. وجدت كذلك بعض المواقع يتضمن ما تنشره من نصوص معلوماتية، صورا للنساء أو رسوم للمخلوقات أو مساحات إعلانية (علما وأن المواقع إذا لم تكن تجارية فهي غالبا ما تلجأ إلى الإشهار على صفحاتها وأن أغلبية شركات الإشهار غير إسلامية: فمثلا كنتم قد أفتيتم بأن المشاركة في قوقل ادسنس حرام، فماذا عن إضافة روابط لمواقع ذات معلومات مفيدة و لكنها في نفس الوقت تعرض إلى جانب تلك المعلومات إعلانات ادسنس.فهل هذا جائز؟).
- بالنسبة للمواقع ذات الصبغة التجارية، إليكم كذلك هذه الأمثلة التي اعترضني:
مثال 1: متجر أمازون الالكتروني فيه بضائع جائزة وأخرى غير جائزة.
مثال 2: الجامعات المختلطة بين الجنسين.
مثال 3: متجر يبيع مواد مباحة إلا أنه في فترة أعياد المسيح يقوم بوضع زينة هي رموز لتلك الأعياد وأحيانا قد يقومون بتخفيضات في الأسعار و يكتبون "تخفيضات العيد".
مثال 4: متجر يحتوي على رسوم للمخلوقات أو صور تماثيل أو أواني في شكل حيوانات.
أرجو أن تضعوا الضوابط الشرعية لما يمكن إضافته من المواقع إلى الدليل خاصة وأن المواقع أغلبيتها أجنبية؟
أنا أرى حسب اجتهادي أنني أقوم بدور شخص يدل شخصا آخر إلى معرض من الصور فمن الصور ما يرضي الله و منها ما يغضبه، و الإثم إذا ما ارتكب يكون على الزائر إذا ما أطال النظر لا على الموجه أو كأحد ينصح بمشاهدة برنامج وثائقي وهو يتضمن ما يخالف الشرع فعلى المتفرج أن يحرص على تعلم دينه حتى يفرق بين الحلال و الحرام، وإذا ما فعل حراما فالإثم عليه لأنه كان مخيرا في فعله. هذا رأيي وأنا لست رجل علم لذلك أرجو من العلماء تقديم الإجابة الشافية.
كذلك هنالك برنامج يمكن إضافته على متصفح الويب و بواسطته يمكن إيقاف عرض الصور والفيديوهات والإعلانات من الظهور. وذلك بمجرد الضغط عليها بالماوس وإضافة الصورة أو الفيديو إلى الفلتر. وهي تعمل في معظم الوقت. فهل يمكن استغلال هذه الوسيلة ووضع رابط لهذا البرنامج بموقعي (دليل الويب) وتنبيه الناس إليه حتى أضيف المواقع التي تعرض الصور و الفيديوهات و الإعلانات المخالفة للشريعة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فجزاك الله خيرا أيها السائل على تحرِّيك الحق والصواب ونسأل الله سبحانه أن يهديك لأرشد أمرك , وفي ضوء ما ذكرت من أمثلة عن بعض الأمور التي حاكت في صدرك فإنا ندلك على قاعدة شرعية تفيدك في هذا ألا وهي حرمة التعاون على الإثم والعدوان؛ كما دل على ذلك قول الله جل وعلا: وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ. {المائدة:2}

وعليه؛ فإن المواقع التي تبشر بأديان محرفة باطلة، وتلك التي تحتوي على صور النساء المتبرجات أو تجارات محرمة كتجارة الخمور والتماثيل، وكذا الإعلان عن الجامعات المختلطة التي هي مرتع خصب للتبرج والفساد كل هذا يحرم الإعلان عنه والترويج له, وحتى المحلات التي تبيع سلعا محرمة وأخرى جائزة يحرم الترويج لها لأن في ذلك إعانة لهم على باطلهم.

وأما حكم نشر صور ذوات الأرواح ، فإنه فرع عن حكم تصويرها ، وقد سبق أن بينا حكم ذلك في الفتوى رقم: 10888.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني