الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السبيل الأقوم إلى قطع دابر الوساوس في العبادات

السؤال

يا شيخ: أنا من المصابين بالوسواس في جميع عباداتي ـ من الصوم والصلاة والوضوء والطهارة ـ وكل ما أقفل بابا يفتح باب آخر وحاليا أنا تعبانة جدا من الوضوء، حيث أتؤضأللصلاة الواحدة أكثر من ثلاث إلى خمس مرات، حيث قرأت في الفتاوى أن خروج الريح من السبيلين يجب منه الوضوء وأنني إذا أحسست بشيء، أو بحركة في الفرج أقطع صلاتي وأتوضأ من جديد, ففي الصلاة الواحدة من الممكن أن أتوضا أكثر من ثلاث مرات حتى تعبت وأبكي وجرح فرجي من كثرة الماء والتنشيف، أرجوك رد علي بصورة واضحة وادعو لي بالشفاء.
وشكراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالوسوسة من شر الأدواء وأخطر الأمراض التي متى تسلطت على العبد أوقعته في شر عظيم، ومن ثم فقد كثر تحذيرنا منها، وبينا مراراً أن العلاج الأمثل لها هو الإعراض عنها على اختلاف أنواعها وفي أي صورة أتت ومن ثم، فالذي ننصحك به أن تقطعي دابر هذه الوساوس وأن تعرضي عنها بالكلية، فلا تتوضئي للصلاة إلا وضوءاً واحداً ثم تصلي مرة واحدة ولا تقطعي صلاتك مهما كثرت الوساوس وزادت الشكوك، فما لم يحصل لك اليقين الجازم الذي تحلفين عليه بأنه قد انتقض وضوؤك فاعملي بالأصل وهو بقاء الطهارة، فإذا فعلت ذلك أذهب الله عنك ما تجدينه من الوساوس بمنه، وانظري الفتويين رقم: 51601، ورقم: 134196.

واعلمي ـ وفقك الله ـ أن خروج الريح من القبل، أو الدبر لا يوجب الاستنجاء، وإنما هو من نواقض الوضوء فيجب إذا تيقنت خروج الريح أن تتوضئي فقط، ولا يلزمك أن تطهري المحل، بل عد بعض العلماء الاستنجاء من خروج الريح بدعة، وانظري الفتوى رقم: 2562.

واعلمي كذلك أن مذهب المالكية عدم انتقاض الوضوء بخروج الريح من القبل، وفي أخذك بهذا المذهب سعة ريثما يذهب عنك ما تجدين من الوسواس ـ بإذن الله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني