الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالوسوسة من شر الأدواء وأخطر الأمراض التي متى تسلطت على العبد أوقعته في شر عظيم، ومن ثم فقد كثر تحذيرنا منها، وبينا مراراً أن العلاج الأمثل لها هو الإعراض عنها على اختلاف أنواعها وفي أي صورة أتت ومن ثم، فالذي ننصحك به أن تقطعي دابر هذه الوساوس وأن تعرضي عنها بالكلية، فلا تتوضئي للصلاة إلا وضوءاً واحداً ثم تصلي مرة واحدة ولا تقطعي صلاتك مهما كثرت الوساوس وزادت الشكوك، فما لم يحصل لك اليقين الجازم الذي تحلفين عليه بأنه قد انتقض وضوؤك فاعملي بالأصل وهو بقاء الطهارة، فإذا فعلت ذلك أذهب الله عنك ما تجدينه من الوساوس بمنه، وانظري الفتويين رقم: 51601، ورقم: 134196.
واعلمي ـ وفقك الله ـ أن خروج الريح من القبل، أو الدبر لا يوجب الاستنجاء، وإنما هو من نواقض الوضوء فيجب إذا تيقنت خروج الريح أن تتوضئي فقط، ولا يلزمك أن تطهري المحل، بل عد بعض العلماء الاستنجاء من خروج الريح بدعة، وانظري الفتوى رقم: 2562.
واعلمي كذلك أن مذهب المالكية عدم انتقاض الوضوء بخروج الريح من القبل، وفي أخذك بهذا المذهب سعة ريثما يذهب عنك ما تجدين من الوسواس ـ بإذن الله.
والله أعلم.