الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طريقة أهل العلم في التعلم والتعليم

السؤال

باختصار: أنا طالب دكتوراة في الفقه، ومنذ مدة بسيطة أصبح الفهم والحفظ لدي بطيئا جدا، وأشعر أنني غير كفء في الفقه، علما بأنني أحب تعلم الفقه حبا جما، وأنا إمام مسجد، فما هو الحل؟ وهل أغير تخصصي من الفقه؟ أم أعمل في وظيفة أخرى؟ أم أكون خطيبا وواعظا ولا أفتي نهائيا؟ وأكثر دراستي الآن من جهاز الحاسوب، علما بأن المدينة التي أتواجد فيها لا يوجد فيها علماء، فما هو التوجيه الصحيح لمثل هذه الحالة بالأدلة المقنعة؟.
وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالأصل أن يتم الإنسان ما بدأه من خير، لاسيما إن كان علماً يحتاج الناس إليه كالفقه، خاصة مع قلة، أو عدم العلماء في بلد السائل على حد قوله.

وأما ما ذكره السائل من عسر الفهم وبطء الحفظ وشعوره بأنه غير كفء: فيخشى أن يكون من تسويل الشيطان ووسوسته ليقطعه عن هذا الخير، وعلاج ذلك يكون بالصبر والمصابرة والمثابرة وملازمة التحصيل وكثرة القراءة مع الاستعانة بالله واللجوء إليه بالدعاء والتضرع، مع ضرورة التنبه إلى أن التدرج في الطلب والبداءة بالكتب المختصرة الميسرة مما يسهل على الإنسان الفهم والاستيعاب من أهم عوامل الاستمرار، وهذه هي طريقة أهل العلم في التعلم والتعليم، والتحمل والأداء، ولهذا وضع الفقيه الحاذق ابن قدامة المقدسي ـ رحمه الله ـ كتاب العمدة في الفقه الحنبلي ليكون تمهيدا لكتابه المقنع الذي يمهد لكتابه الكافي، وهذا بدوره يكون تمهيدا لكتابه المغني.

وكذلك فعل الغزالي لمذهب الشافعية في كتبه الأربعة: المحرر، والوجيز، والوسيط والبسيط، فكل منها يصلح مرحلة تسبق ما بعده في الدراسة والتحرير.

فإن راعى المرء ذلك ثم تبين له أنه غير كفء على الحقيقة، فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها، ولك في بقية العلوم متسع فسيح، فعلوم الشريعة ـ بحمد الله ـ متنوعة، فاعمل بقول القائل: إذا لم تستطع شيئا فدعه وجاوزه إلى ما تستطيع.

وأما مسألة الوعظ والخطابة والإفتاء: فكل منها سبيل من سبل التقرب إلى الله، طالما أن المرء يسكت عن ما لا يحسن، ولا يخوض في ما لا يعرف لاسيما في أمر الإفتاء، ثم إنه ليس بلازم أن يعرف المرء كل مسألة حتى يفتي في بعض المسائل فالاجتهاد يتجزأ، ومن تعلم مسألة فهو بها عالم، وراجع في خطورة منصب الإفتاء الفتوى رقم: 16518.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني