السؤال
السادة الأفاضل ما مدى صحة الحديث الذي يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم من أن من يموت بأرض غربة فإن الله يرسل له ملكين ملكا على هيئة أمه وآخر على هيئة أبيه وهو يحتضر؟ وجزاكم الله خيراً.
السادة الأفاضل ما مدى صحة الحديث الذي يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم من أن من يموت بأرض غربة فإن الله يرسل له ملكين ملكا على هيئة أمه وآخر على هيئة أبيه وهو يحتضر؟ وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنا لم نعثر بعد البحث على حديث بهذا المعنى، ولكن وردت أحاديث في فضل موت الغريب ضعف أهل العلم أكثرها، منها حديث: موت الغريب شهادة. رواه أبو يعلى وضعفه الشيخ حسين أسد في تحقيقه لمسند أبي يعلى فقال فيه: إسناده ضعيف. وضعفه الالباني في ضعيف الجامع.
وورد في حديث آخر: موت الغريب إذا احتضر فرمى ببصره عن يمينه وعن يساره فلم ير إلا غريباً وذكر أهله وماله وتنفس فله بكل نفس يتنفسه يمحو الله عنه ألفي ألف سيئة ويكتب له ألفي ألف حسنة. انتهى. وهذا الحديث ذكر الشيخ الألباني في السلسلة أنه موضوع.
وأخرج النسائي وابن ماجه عن عبد الله بن عمرو قال: توفي رجل بالمدينة فصلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ياليته مات في غير مولده، فقال رجل من الناس: ولم يا رسول الله، قال: إن الرجل إذا مات في غير مولده قيس له من مولده إلى منقطع أثره في الجنة. وهذا الحديث حسنه الألباني.
وقال السندي: لعله لم يرد بذلك ياليته بغير المدينة، بل أراد ياليته كان غريباً مهاجراً بالمدينة ومات بها فإن الموت في غير مولده فيمن مات بالمدينة كما يتصور بأن يولد في المدينة ويموت في غيرها كذلك يتصور بأن يولد في غير المدينة ويموت بها فليكن التمني راجعاً إلى هذا الشق حتى لا يخالف الحديث حديث فضل الموت بالمدينة... انتهى.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني