الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التوبة الصحيحة تمحو أثر الذنب

السؤال

أرجو منكم التكرم عليّ في هذا الشهر الفضيل جعله الله شهر خير وبركة عليكم وعلى الأمة الإسلامية بالجواب الشافي: تعرفت على رجل وأنا امرأة مطلقة، وكنت أريد الحلال معه، لكني انجرفت معه إلى مأذون الزنا أي قبلني وعندما لم أفلح بتقبيله تركني وجرحني بكلمة سيئة ألا وهي ما دمت لا أعرف التقبيل لماذا جعلت طليقي يدخل علي، أنا أخطأت بأن انجرفت وراء عاطفتي مع أني بقرارة نفسي أعلم أن ما أفعله حرام وخطأ ومن المستحيل أن نتزوج سواء من أهلي أو أهله، لكني لم أبتعد عنه لشدة حبي له، بعد كلمته الجارحة لي تركني، وأنا كدت أجن لأني غبية صدقته منذ البداية، أنا نادمة على ما فعلته معه، وقلبي يحترق لأني صدقته وخسرت عفافي، هل يحق لي أن أدعو عليه، اعلم بأنه لم يجبرني أحد على اتباع طريق الخطأ لكني مجروحة من كلمته تلك، ولأنه تسلى بي وأنا كنت أود الزواج لا غير.
أرجوكم أفيدوني وانصحوني، وماذا أفعل كي أكفر عن ذنبي، وهل المرء إن تاب من ذنب سوف يحاسب عليه يوم القيامة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يخفى أن الاختلاط بين الرجال والنساء أمر غير جائز -ولو كان بغرض الزواج- لما يجر من الفتن وما يترتب عليه من المفاسد، وقد صان الشرع المرأة وحفظ كرامتها وعفتها ولم يرض لها أن تكون ألعوبة في أيدي العابثين، وإنما شرع للعلاقة بين الرجال والنساء أطهر سبيل وأقوم طريق بالزواج الشرعي لا سواه، وانظري في ذلك الفتوى رقم: 1769.

فالواجب عليك التوبة إلى الله مما فرطت فيه، والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب والندم على فعله والعزم على عدم العودة إليه، ولا حق لك في الدعاء على هذا الرجل فإنك ظلمت نفسك بالتمادي معه في تلك العلاقة الآثمة، ولا تشغلي نفسك به واشتغلي بتحقيق التوبة، واعلمي أنك إذا صدقت في التوبة فإن الله تعالى يقبلها، ولا يعاقبك على هذا الذنب، بل هو سبحانه يفرح بتوبة العبد ويحب التوابين ويبدل سيئاتهم حسنات، والتوبة الصحيحة تمحو آثر الذنب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني