الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معيار الكفاءة في النكاح

السؤال

أحببت إنسانا كثيرا، وتمت خطبتي له، ولكن هو أقل مني في المستوى المادي، وليس من بلدي، وظل أقاربي يؤنبونني ويسمعونني كلاما قاسيا كثيرا حتى شعرت أن حبي له بدأ يتناقص، وأشعر أني لست فرحانة به مثل الأول ... كيف أتصرف ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا حرج على الفتاة أن تتزوج بمن هو دونها في المال والحسب ونحو ذلك من الأمور الدنيوية، لأن هذا كله لا وزن له عند الله، ولكن معيار التفاضل عنده بالتقوى والعمل الصالح. قال تعالى:" إن أكرمكم عند الله أتقاكم" {الحجرات :13} . وروى الإمام أحمد وأبو داود رحمهما الله عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء، مؤمن تقي وفاجر شقي، أنتم بنو آدم، وآدم من تراب، ليدعن رجال فخرهم بأقوام إنما هم فحم من فحم جهنم أو ليكونن أهون على الله من الجعلان التي تدفع بأنفها النتن.

ولذا فإن الراجح من كلام أهل العلم أن الكفاءة في النكاح إنما تعتبر بالدين والخلق لا غير؛ لما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي وهو حسن.
ولذا؛ فإنا ننصحك بأن تعرضي عن سماع مثل الكلام الذي زهذك في هذا الخاطب، وتتمسكي به إذا كان صاحب خلق ودين، وأما أقاربك هؤلاء فإن من واجبهم عليك أن تنصحي لهم وتذكريهم بهذه المعاني الإيمانية الكريمة، وتعلميهم أن التفاخر على المسلمين بفضل مال أو جاه إنما هو من أخلاق الجاهلين الذي قال قائلهم لصاحبه وهو يحاوره " أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا " {الكهف :34} . وقد رد الله سبحانه هذا المسلك وخطأه في مثل قوله جل وعلا " وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى إلا من آمن وعمل صالحا فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنون " {سبأ : 37} .

فإذا انضم إلى كلامهم هذا الطعن في هذا الرجل وذكره بما يكره فقد وقعوا في معصية أخرى عظيمة وهي الغيبة. وقد بينا حرمتها في الفتوى رقم : 12890 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني