السؤال
لقد أتممت دراستي، وحصلت على شهادة الأستاذية في التجارة العالمية، والماجستير في تقنيات المعلومات، عملت في مؤسسة خاصة لبعض سنوات، ولكني كنت غير مقتنع بهذا العمل نظراً لأن فيه مخالفات دينية، قررت أن أقوم بتجارة أو فلاحة لكي أجتنب المخالفات، ولكن دائما يجول في فكري وكأن الشهادات التي تحصلت عليها وتعبت في تحصيلها ذهبت مهب الريح ولم أستغلها، في الحقيقة والدي رحمه الله كان يريدني أن أتمم دراستي وأعمل في شركة ويكون لي راتب جيد، ولكنني كنت أعلمه بالمخالفات التي أتعرض لها في العمل ويقول لي رحمه الله: اصبر ستفرج إن شاء الله، الآن هو توفي رحمه الله وإنني مقدم إن شاء الله على ما أفكر فيه، أحيانا يرتابني بعض الخوف من المستقبل المجهول، فهل من نصيحة بارك الله فيكم؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنا نسأل الله أن يلهمك السداد، ويرزقك الثبات والاستقامة، وقد أحسنت بالبعد عما فيه مخالفات دينية، وثق بأن الله سيعوضك خيراً مما تركت لأجله، ففي حديث المسند: إنك لن تدع شيئاً لله عز وجل إلا بدلك الله به ما هو خير لك منه.
وأيقن بأن رزقك سيأتيك ولا تستعجل للحصول عليه بطريقة محرمة، ففي الحديث: إن روح القدس نفث في روعي إن نفساً لن تموت حتى تستكمل أجلها وتستوعب رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحملن أحدكم استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية الله، فإن الله تعالى لا ينال ما عنده إلا بطاعته. رواه أبو نعيم وصححه الألباني. وفي رواية لابن ماجه: اتقوا الله، وأجملوا في الطلب، خذوا ما حل، ودعوا ما حرم.
واستعن بالله تعالى في نجاح مشاريعك، وعليك بحسن التدبير وبالتبكير، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اللهم بارك لأمتي في بكورها. رواه الترمذي. وتصدق من كسبك بقدر المستطاع، ففي الحديث القدسي: قال الله تعالى: يا بن آدم أنفق أنفق عليك. متفق عليه. وفي الصحيحين أيضاً: ما من يوم يصبح العباد فيه إلا وملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم اعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر اللهم أعط ممسكاً تلفاً.
والله أعلم.