السؤال
أنا فتاة في السابعة عشرة من عمري و لم أتحجب بعد، وبعد معرفة رأي الشيوخ في ذلك الموضوع علمت أنه فرض ولكني لست مقتنعة من قلبي أنه فرض لأني سمعت بعض الناس يقولون إن آيات الحجاب كانت لمناسبة معينة في عهد الرسول وهي أن بعض الرجال كن يتعرضن للنساء الأفاضل، فأنا أعلم أن في يوم القيامة سوف يكون هناك ميزان فإذا رجحت كفة الحسنات سوف ندخل الجنة وإذا رجحت كفة السيئات سوف ندخل النار. فماذا إذا لم أتحجب؟ لكن أقرأ القرآن وأتهجد وأصلي وأصوم. هل هذا سوف يحل مكان الحجاب فأنا أريد أن أعرف هل يمكن أن أفعل شيئا خاطئا ثم أعوضه بفعل الحسنات؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالحجاب فريضة من الله رب العالمين على المرأة كما دلت على ذلك النصوص الصحيحة الصريحة القاطعة وقد بيناها في الفتوى رقم: 4470.
وأما شبهة خصوصية آيات الحجاب وعدم شمولها لنساء الأمة فقد بينا بطلانها وتهافتها في الفتوى رقم: 5561.
وأما ما يفعله بعض الناس من استسهال المعاصي والاستكثار منها اتكالا على فعل الحسنات بعدها لتكفيرها فهذه خدعة شيطانية سبق الحديث عنها في الفتوى رقم: 58071.
وأما ترك بعض الواجبات اتكالا على فعل بعضها الآخر فلا يجوز، وقد قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ. {البقرة:208}.
جاء في تفسير ابن كثير عند هذه الآية: يقول تعالى آمرا عباده المؤمنين به المصدقين برسوله أن يأخذوا بجميع عرى الإسلام وشرائعه والعمل بجميع أوامره وترك جميع زواجره ما استطاعوا من ذلك.
وفي تفسير الألوسي: ادخلوا أيها المسلمون المؤمنون بمحمد صلى الله عليه وسلم في شعب الإيمان كلها ولا تخلوا بشيء من أحكامه. انتهى.
وفي تفسير السعدي: هذا أمر من الله تعالى للمؤمنين أن يدخلوا { فِي السِّلْمِ كَافَّةً } أي: في جميع شرائع الدين، ولا يتركوا منها شيئا، وأن لا يكونوا ممن اتخذ إلهه هواه، إن وافق الأمر المشروع هواه فعله، وإن خالفه تركه، بل الواجب أن يكون الهوى تبعا للدين، وأن يفعل كل ما يقدر عليه، من أفعال الخير، وما يعجز عنه، يلتزمه وينويه، فيدركه بنيته. انتهى.
والله أعلم.