السؤال
في الآية في سورة الممتحنة "أن تبروهم و تقسطوا إليهم"، معنى القسط هو العدل أي أن أعطيك حقك وآخذ حقي بدون زيادة أو نقصان، أما البر فهو أن أتنازل عن بعض من حقي وأعطيه لك، وهو في مرحلة الإحسان بعد القسط، وهنا نلاحظ أن كلا من القسط و البر هو عمل حسابات أي عمل عقلي بحث، وليس للقلب دخل فيه، أما التهنئة بالأعياد فهي من المودة وهي عمل قلبي، وبالتالي سؤالي كيف يستدل من أجاز تهنئة غير المسلمين بأعيادهم بهذه الآية التي تجيز العمل العقلي (القسط والبر) مع غير المسلمين على جواز العمل القلبي (التهنئة بالعيد)؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالعلاقة بين المسلم وغيره يجب أن تضبط بميزان الشريعة، وأساس هذه العلاقة إن كانوا مسالمين غير محاربين يجب أن يكون: البر إليهم والعدل معهم والإنصاف لهم، ودعوتهم إلى الدين الحق بقدر المستطاع، ومع هذا فلا بد من خلو القلب من مودتهم ومحبتهم، فإن الحب في الله والبغض في الله: أوسط وأوثق عرى الإيمان، وراجع الفتوى رقم: 32852. ولذلك سبق أن نبهنا على الفرق بين البر والقسط والإحسان، وبين المحبة والمودة في الفتوى رقم: 25510.
ولذلك فقد أصاب السائل الكريم في استشكاله الاستدلال بهذه الآية الكريمة على جواز تهنئة غير المسلمين بأعيادهم، فليس في الآية دلالة على ذلك، بل ليس لها بها علاقة، فالامتناع على هذه التهنئة لا يعارض البر والقسط، ولكنه امتثال لدلائل الكتاب والسنة المانعة من تهنئة أهل الكفر بأعيادهم. وراجع في ذلك الفتويين: 26883، 105164.
والله أعلم.