الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أسرف على نفسه ثم أفاق وأراد أن يتوب

السؤال

أنا شاب أبلغ من العمر 23 سنة، متزوج من سنتين، أنا ما أريد أن أسأل بل أريد أن تساعدوني، أنا ارتكبت بحياتي كل شيء تتوقعه سابقا من معرفة بنات وزنا، وكنت في بنك ربوي، ومجنون أغاني وصور وكل شيء قذر سويته بحياتي، معاملتي مع الوالدين سيئة جدا، ومع زوجتي بعد أعاملها بقسوة وحقارة. التزمت قبل لكن لم يدم التزامي إلا عدة أشهر ورجعت لحياتي السابقة، معاص وبلاوي ومراقص وسفرات وزنا، لكن والله ثم والله أني أحسست بلذة الطاعة والإيمان لكن ما لقيت أحدا معي، ولا أحد أعانني على التوبة ولا أعرف ما أفعل؟ وأنا والله عندي رغبة شديدة أن أغير هذه الحياة التي أنا فيها، لأني تعبت وياليتني أجد من يساعدني؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن شعورك بخطر الذنوب التي ارتكبتها والتقصير الذي وقعت فيه علامة خير فيك، وبداية للسير في الطريق الصحيح، فالقلب الميت لا يحس وإنما يحس القلب الحي. وقد صدق من قال: وما لجرح بميت إيلام.

وينبغي أن تحمد الله تعالى وتثني عليه كثيراً أن أبقاك حتى هذه اللحظة لتتوب وترجع إليه، فيجب عليك أن تبادر إلى ذلك، فأمرك خطير وخطبك جسيم، وخاصة فيما يتعلق بعقوق الوالدين، ففيه شقاء الدنيا والآخرة، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 11287، والفتوى رقم: 10436، وكذا باقي الذنوب فإنها طوام وموبقات، ولا سيما الزنا فإنه كان فاحشة وساء سبيلا، وكيف بك تقدم على هذه القاذورات وتطلب الحرام، وقد وفقك الله تعالى ويسر لك الزوجة الحلال، فإن هذا من كفران هذه النعمة.

فالمقصود أن تتوب توبة نصوحاً، واعلم أنك إن صدقت مع الله تعالى فإنه يصدقك، قال الله تعالى: فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ {محمد:21}، وراجع شروط التوبة بالفتوى رقم: 5450 .

ثم إننا نرشدك إلى بعض الوسائل المعينة على التوبة والاستقامة والثبات على ذلك، فيمكنك مطالعة الفتاوى التالية: 10800، 1208، 25324، 18074.

ونحن لا نستغرب أن تكون قد وجدت لذة الإيمان والطاعة، فإن هذه جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة، ويبدو أنك في بيئة تكثر فيها الفتن وأسبابها، وأن هذا الذي يحملك على عدم الثبات، فإذا كان الأمر كذلك فيجب عليك مفارقة هذه البيئة، والبحث عن بيئة صالحة تحافظ فيها على دينك، فإن أهل العلم قد ذكروا أنه تشرع الهجرة من بلد المعصية إلى بلد الطاعة، كما تشرع الهجرة من بلد الكفر إلى بلد الإسلام، وأنها تجب في حق من يخشى على نفسه الفتنة، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 25370، والفتوى رقم: 48193..

وأخيراً نوصيك بالتواصل مع مركز الاستشارات في موقعنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني