الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن شعورك بخطر الذنوب التي ارتكبتها والتقصير الذي وقعت فيه علامة خير فيك، وبداية للسير في الطريق الصحيح، فالقلب الميت لا يحس وإنما يحس القلب الحي. وقد صدق من قال: وما لجرح بميت إيلام.
وينبغي أن تحمد الله تعالى وتثني عليه كثيراً أن أبقاك حتى هذه اللحظة لتتوب وترجع إليه، فيجب عليك أن تبادر إلى ذلك، فأمرك خطير وخطبك جسيم، وخاصة فيما يتعلق بعقوق الوالدين، ففيه شقاء الدنيا والآخرة، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 11287، والفتوى رقم: 10436، وكذا باقي الذنوب فإنها طوام وموبقات، ولا سيما الزنا فإنه كان فاحشة وساء سبيلا، وكيف بك تقدم على هذه القاذورات وتطلب الحرام، وقد وفقك الله تعالى ويسر لك الزوجة الحلال، فإن هذا من كفران هذه النعمة.
فالمقصود أن تتوب توبة نصوحاً، واعلم أنك إن صدقت مع الله تعالى فإنه يصدقك، قال الله تعالى: فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ {محمد:21}، وراجع شروط التوبة بالفتوى رقم: 5450 .
ثم إننا نرشدك إلى بعض الوسائل المعينة على التوبة والاستقامة والثبات على ذلك، فيمكنك مطالعة الفتاوى التالية: 10800، 1208، 25324، 18074.
ونحن لا نستغرب أن تكون قد وجدت لذة الإيمان والطاعة، فإن هذه جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة، ويبدو أنك في بيئة تكثر فيها الفتن وأسبابها، وأن هذا الذي يحملك على عدم الثبات، فإذا كان الأمر كذلك فيجب عليك مفارقة هذه البيئة، والبحث عن بيئة صالحة تحافظ فيها على دينك، فإن أهل العلم قد ذكروا أنه تشرع الهجرة من بلد المعصية إلى بلد الطاعة، كما تشرع الهجرة من بلد الكفر إلى بلد الإسلام، وأنها تجب في حق من يخشى على نفسه الفتنة، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 25370، والفتوى رقم: 48193..
وأخيراً نوصيك بالتواصل مع مركز الاستشارات في موقعنا.
والله أعلم.