الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قوة الإنسان في إيمانه بربه واستقامته على شرعه

السؤال

أنا واقع في مشكلة كبيرة جدا، دمرت حياتى كلها أو كادت تدمرها، أنا كنت أكلم بنتا منذ صغري، وماكنت أحبها جدا، لكن كنت بعيدا عن ربنا، المهم إحدى المرات وأنا أكلمها سجلت لها المكالمة ليس لأفضحها ولكن لأنه كان صديق لي يحبها ولأثبت له أنها تحبني، وقال لي إنه يحبها وهو عارف أني أحبها، كان من الممكن ألا أكلمها بعد ما قال لي، لكن لما قال لي هذا أحسست أنه نذل. المهم أنا بعد ذلك قلت لازم أتزوجها وربنا هداني، وبقينا نتكلم قليلا، واتفقنا ألا نتكلم إلى أن يجمع الله بيننا بالحلال.
وبعد أيام تذكرت أن واحدا أصغر مني فى السن كان كلمها على أساس أنه هو أنا بدون علمي ولاهي تعرف لأنها كانت في الإعدادي وقتها، وكنا بادئين نتكلم، ولم تكن تميز صوتي، وكنت أتصل بها من أرقام كثيرة.
المهم كلمها في أمور سيئة كما كنت أعمل من قبل، ومن يومها وأنا أريد أن أنتقم منه لكن رجعت عن رأيي حتى لا أضر أهله، لكن أصبت بتعب نفسي لأني كنت بدأت أذاكر وأغير حياتى، والآن أحس أني ماعدت قادرا أحمي أي أحد، وعندي خوف واكتئاب شديد، لأني علاوة على ذلك خسرت الحرب بيني وبين الشامتين الذين كانوا يتمنون ألا أحصل على درجات عالية ولا ألعب الكرة في ناد، مع أني ممن يعدون على الأصابع في اللعب في بلدي، الآن لا أستطيع أن أجرى حتى ربع ساعة، ونظري ضعف جدا، وكذلك جسدي، وكنت أفكر أترك البلد وأمشي لأني أولا لا أستطيع حمايتها حتى لو تزوجتها، وكذلك تدمرت نفسيا وجسديا وخسرت كل حاجة، فهل لو أنا تركت البلد ومشيت حرام علي؟ مع العلم أن التسجيل الذي كنت سجلته لها من سنتين وضعته على الكمبيوتر ونسيته في وسط ملفات الألعاب، ولا أدري إن كنت نقلته لأحد دون قصد، لكن لا أظن أني نقلته وحتى لو كنت نقلته و لم يظهر أنا أفضل أن أترك البلد لأني لا أستطيع حماية حتى نفسي، لأنى أضعف جدا كلما أتذكر أن حياتى كانت ستتغير وأن غيري يكلم البنت التي كنت سأتزوجها، وبعد ماكنت أقوى واحد وعشرة يخافون مني، بدأت أخاف من أي أحد لأن جسمى ضعف وغيري جسمه أصبح قويا. أرجو الرد وبسرعه لأني أرغب في أن أسافر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يخفى أن ما يعرف اليوم بعلاقة الحبّ بين الشباب والفتيات أمر لا يقرّه الشرع ولا ترضاه آداب الإسلام، وإنما المشروع لمن أعجبته فتاة أن يخطبها من وليها، وتظل العلاقة بينهما كالعلاقة بين الأجانب حتى يعقد عليها ، وانظر الفتوى رقم: 1769.

فإذا كنت قد تبت مما كان بينك وبين تلك الفتاة من كلام محرم، فعليك أن تستقيم على ذلك، وإذا كنت تقدر على الزواج وكانت تلك الفتاة ذات دين فلتتقدم لخطبتها ولا داعي لترك بلدك، ولا تلتفت لتلك الهواجس والخواطر السيئة، واحذر من كيد الشيطان وتخذيله لك وتوهين عزيمتك، واحرص على ما ينفعك في دينك ودنياك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلَا تَعْجَزْ. رواه مسلم.

واعلم أنّ قوة الإنسان ليست بقوة جسمه ، وإنما قوته في إيمانه بالله واستقامته على شرعه وبعده عن مساوئ الأخلاق ودنيء الصفات، واعلم أنّ الحماية والحفظ من الله لمن يحفظ أمر الله و يقف عند حدوده، ففي وصية النبي صلى الله عليه وسلم لابنِ عباسٍ رضي الله عنهما: (احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ) ، قال الملا علي القاري: احفظ الله أي أمره ونهيه يحفظك أي يحفظك في الدنيا من الآفات والمكروهات وفي العقبى من أنواع العقاب والدركات جزاء وفاقا، فإن من كان لله كان الله له. اهـ من مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح.

فعليك بتقوية صلتك بربك بالمحافظة على الصلاة في المساجد، وحضور مجالس العلم والذكر، ومصاحبة الأخيار الذين يعينون على الطاعة، مع الاستعانة بالله وكثرة الذكر والدعاء.

وللفائدة يمكنك التواصل مع قسم الاستشارات بالموقع.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني