السؤال
لقد قرأت الكثير عن سفر المرأة، ولعل الابتعاد عن الشبهات هو أفضل، ولكن في بعض الأحيان يصعب ذلك، قد يكون سبب ذلك غلبة الدنيا على القلب، صراحة لا أعرف، الله أعلم. ولكن لو كان لدي أي وسيلة أخرى لدراسة الطب في مدينتي أو أي مكان مجاور لفعلت، ولكن ليس لدي أي خيار آخر، فأنا أذهب إلى مدينة تبعد حوالي 90 كم ثم أعود في عطلة الأسبوع، في البداية لم أكن أفكر كثيرا في الموضوع، ولكنني بدأت أتعلق أكثر بديني وبدأت أسأل نفسي إذا ما كان ما أقوم به صحيحا؟ وهل أستطيع أن أبرر لنفسي بأنه ليس لدي أصلا محرم يصوبني إلى الطريق الصحيح. فوالداي يعارضان التزامي- أسأل الله أن يهديهم- فكان انتقالي إلى مدينة أخرى نوعا من الراحة النفسية لي بسبب ما تعرضت له من الضغط النفسي. لكن علاقتي الآن معهم أفضل والحمد لله.
لعل جوابكم قد يكون أن من الأفضل لي هو انتقاء الصحبة الصالحة والسكن معها أو السكن في سكن للبنات. قد لا تصدقونني لو قلت إن الحل الأنسب لي كان السكن بمفردي، فشعرت نفسي بذلك أقرب إلى الله- إن شاء الله- فليس لدي من بين زملائي أي صديقة صالحة، وحسبي الله ونعم الوكيل. ولو سكنت في سكن بنات خشيت على نفسي من التعرف إلى صحبة السوء أو مضيعة الوقت، خاصة إذا ما كان علي أن أشارك بنتا أخرى في نفس الغرفة، ناهيك عن القيل والقال والغيبة وغيره مما لا أرضاه على نفسي. فها أنا في مبنى آمن إن شاء الله. فيه شقق منفردة الواحدة عن الأخرى، ولا يتعاطى الواحد مع الآخر، وبفضل الله التزامي الديني يتحسن، ولم أنجر في المفاسد، فأنا لا أتعاطى مع زملائي أو زميلاتي خارج أوقات الدراسة؛ لأنهم ليسوا بالصحبة الصالحة، فبذلك سفري هذا كان له تأثير ايجابي على التزامي أكثر منه سلبي (والله أعلم).
فيا شيخنا الكريم: ترك دراسة الطب بعد ست سنوات من التعب ليس سهلا أبدا، خاصة وأن مدينتي بحاجة لطبيبات في اختصاصات عديدة، لا تقتصر فقط على التوليد (فهناك الكثير من طبيبات في التوليد والأمراض النسائية) بل أيضا في الجهاز الهضمي والكلية وغيره...
-فهل أنا على معصية؟ كل ما فكرت في الموضوع أصاب بكآبة، فترك الدراسة وهي حلمي الكبير ليس أبدا سهلا، ومعصية الله هي أصعب بعد. فما العمل؟
- أحاول إقناع صديقة لي تعمل في المدينة نفسها أن تسكن معي - قد يكون الأمر صعبا فهي تسكن مع أختها- هي أقل التزاما مني -والله أعلم- فلم ترتد الحجاب بعد لكنها ليست صديقة سوء، بل وجودها معي قد يتيح لي فرصة التأثير الإيجابي إن شاء الله، وقد يخفف عني حرمة السفر بدون محرم- إذا ما كان ما أفعله محرما- ولكن السؤال هو: إذا سكنا سويا فقد نتقاسم شراء مستلزمات البيت، هل مالها محرم لأنها سافرت بغير محرم؟