السؤال
كنت غير محافظة على الصلاة، وأسال الله أن يتوب علي، فقد كنت أتركها الأيام وأصليها أياما، وبقيت على هذه الحال منذ صغري إلى أن تزوجت، وأنجبت أربعة أبناء ماتت بنت منهم أثناء الولادة، وأنا مازلت في غيي وتفريطي في صلاتي، وهداني الله أخيرا، أحمده أن أمهلني حتى عدت إليه، أسأله الثبات حتى الممات. فهل تعتبر هذه المولودة فرطا لي في الآخرة أم لا؟ لأنها ولدت في وقت كنت فيه لا أصلي.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالحمد لله الذي تاب عليك وهداك ووفقك للاستقامة، ونسأله تعالى أن يثبتنا وإياك على الحق حتى نلقاه، وعليك أن تجتهدي في التوبة والاستغفار وإبدال السيئات بالحسنات، كما قال صلى الله عليه وسلم: وأتبع السيئة الحسنة تمحها. وقال تعالى: إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ {هود:114}
واعلمي أن الله تعالى كريم بر رحيم، وأنه تعالى لا يضيع ثواب المحسنين، فمهما عملت من طاعة في الأيام التي كنت مقيمة فيها على المعصية، فإن ثوابها لن يذهب سدى، بل هو مذخور لك في الآخرة إن شاء الله، فإن كنت قد صبرت لفقد هذه الطفلة واحتسبتها عند الله تعالى، فنرجو أن يكون لك ثواب الصابرين، وأن تكون ابنتك فرطا لك إلى الجنة إن شاء الله تعالى، وقد ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: صِغَارُهُمْ دَعَامِيصُ الْجَنَّةِ يَتَلَقَّى أَحَدُهُمْ أَبَاهُ أَوْ قَالَ أَبَوَيْهِ فَيَأْخُذُ بِثَوْبِهِ أَوْ قَالَ بِيَدِهِ كَمَا آخُذُ أَنَا بِصَنِفَةِ ثَوْبِكَ هَذَا فَلَا يَتَنَاهَى أَوْ قَالَ فَلَا يَنْتَهِي حَتَّى يُدْخِلَهُ اللَّهُ وَأَبَاهُ الْجَنَّةَ.
وفي سنن الترمذي ومسند أحمد وغيرهما من حديث أبي موسى رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم
قال: إذا مات ولدُ العبدِ قال اللهُ لملائكتِهِ قَبَضْتُمْ ولدَ عبدى فيقولون نعم فيقولُ قَبَضْتُمْ ثَمَرَةَ فُؤَادِهِ فيقولون نعم
فيقولُ ماذا قال عبدى فيقولون حَمِدَكَ وَاسْتَرْجَعَ فيقولُ اللهُ ابنوا لعبدى بيتا فى الجنةِ وَسَمُّوهُ بَيْتَ الْحَمْدِ.
فنسأل الله أن تكوني من المستحقين لهذا الأجر العظيم.
والله أعلم.