الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأفضل للزواج منه الأتقى مهما كانت جنسيته

السؤال

صراحة لا أعرف من أين أبدأ، قرأت تقريبا كل القصص وتأثرت فعلا لكن هل فعلا سأتوب توبة نصوحا ؟ أنا فتاة مغربية عمري 17 سنة أصلي وأصوم ولله الحمد، لكن ما أظن هذا الشيء كاف لأتقرب من الله عز وجل، لازم أتقرب إليه سبحانه وتعالى بالنوافل والذكر وغيرها من الأمور، كل هذا الشيء قلته وما عرفت كيف أحكي، صراحة أنا من يوم دخلت للنت صرت مولعة بالخليج العربي يعني السعودية والكويت والإمارات، ولكن السبب ليس الانترنت يمكن مسلسلاتهم، المهم تعرفت على بنت مغربية وصرنا رفيقات، وبعدها أعطتني موقعا إسلاميا رائعا ودخلت له، ولقيت أغلب الموجودين من الخليج العربي، وهذا الشيء زاد ولعي به وبأهله، وصرت أدعو الله وأقول يا رب زوجني بشخص صالح يخافك ويهابك، وكنت أتمناه يكون من الخليج العربي، وبعد فترة خبرت رفيقتي عن هذا الكلام قالت لي ادخلي للموقع وقولي لهم إنك بنت ما تحب تلفين وتدورين، وما تحبين العلاقات وقولي لهم إنك تريدين تتزوجين وإذا في شخص معين أراد يتزوجك تزوجيه، وهي شجعتني على هذا الموضوع بحكم أنها متزوجة من واحد سعودي، كانت تقول لي خذي واحد سعودي، وتصيرين جارتي بالرياض، لكن أنا فعلا ما قدرت، قلت لها مستحيل أفعل شيئا مثل هذا، قالت لي على راحتك. مرت مدة وصرت متعلقة بصاحب الموقع الإسلامي ليس لأنه سعودي فقط لا بالعكس، كان إنسانا ملتزما جدا، وساعدني بأمور كثيرة، وكان طيبا مع الكل، وكان يعتبرني مثل أخته، لكن أنا لا ولذلك قررت أترك الموقع رغم أني كنت أستفيد كثيرا منه، لكن قلت لازم أترك الموقع لأن الأخ المحترم ما يستاهل أفعل معه هذا، رغم أني كنت أستفيد كثيرا من الموقع بدروسه ومسابقاته، وفعلا تركت الموقع لمدة معينة ورجعت له، وصرت أعتبر صاحب الموقع مثل أخي بالضبط، لكن المشكلة ليست هنا؛ لأني صرت أدخل مواقع زواج محترمة وأبحث عن من يريد أن يتزوج ويكون من الخليج العربي، والمصيبة عمري 17 سنة يعني مازلت صغيرة. مع العلم أن كل من أعرفهم يقولون لي عقلك ما يتساوى مع سنك؛ لأن تفكيري أكبر وما أعرف حكم الدين والشرع في مواقع الزواج هذه، وما أعرف ماذا أفعل وكيف أتوب وأغير فكرتي ونظرتي عن الخليج العربي وعلى الزواج؛ لأنه ممكن أتمادى وأندم بعد حيث لا ينفع الندم. كتبت قصتي في صفحة التوبة لعل التائبين لديهم تجربة مثلي أو يقدرون يساعدوني لأني أعرف أني فتاة صالحة ومتدينة، ولست فتاة سيئة. فهل من مساعدة لعلي أرجع يوما وأقول مثلكم لقد تبت. إني فعلا أنتظر هذا اليوم بفارغ الصبر. وشكرا وآسفة على الإطالة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فشكر الله لك حرصك على الاستقامة والتوبة، ونسأل الله تعالى أن يثبتنا وإياك على الحق حتى نلقاه، ثم إننا نحب أن نهمس في أذنك بنصيحة لعل الله أن ينفعك بها، وهي أن تعلقي قلبك بربك عز وجل، وتتوكلي عليه وحده، وتفوضي أمرك إليه تبارك وتعالى، وتثقي باختياره لك، فإن اختيار الله للعبد خير من اختيار العبد لنفسه، والعبد قد يظن الخير في أمر ما ويكون هو محض الشر، وقد يظن الشر في أمر ما، ويكون هو عين الخير، وذلك لأن عقل الإنسان قاصر عن إدراك حقائق الأشياء ومآلاتها، ومن ثم كان العاقل اللبيب هو الذي يفوض أمره لربه، ويثق باختياره وتدبيره، عالما أن الله تعالى أرحم بعبده من الأم بولدها، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قال الله عز وجل: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ {البقرة: 216}.

ثم إن الجنسيات والأعراق والبلدان المختلفة لا تأثير لها في الفضل وعدمه، فإن الفضل عند الله إنما هو على قدر التقوى، فالأتقى لله هو الأفضل مهما كانت جنسيته، وقد قال الله عز وجل: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ {الحجرات:13} فلا عليك إن زوجك الله بمن يتقي الله فيك، وإن كان من هذا البلد أو ذاك.

ثم إننا نحذرك من الدخول إلى المواقع التي لا تراعي الضوابط الشرعية في العلاقة بين الرجال والنساء، فإن ذلك من أكبر أبواب الشر والفساد، وننصحك بالاجتهاد في الطاعة والإكثار من النوافل ولزوم ذكر الله عز وجل، ودعائه أن ييسر لك الخير حيث كان، وأما مواقع الزواج فلا بأس في التعامل معها إذا كانت تنضبط بضوابط الشرع المطهر. وراجعي للفائدة الفتوى رقم: 121163، والفتوى رقم: 108281.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني