الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أرشدوني، بفضل الله ومنه علي أن هداني لهذا الدين العظيم وأنا أعتز بديني وأفتخر به، وقد فكرت أن أدرس بإذن الله العلوم الشرعية عند ما أنتهي من المدرسة بنجاح بإذن الله، يأتني شعور لهذه الحصص باللهفة والحب ولكن أحيانا ينتابني شعور بالخوف لأن علوم الشريعة صعبة. لا أعرف وأنا أحب هذا التخصص فقط وأنا في مرحلة يجب أن أفكر ماذا يجب على أن أدرس يعني في الصف العاشر.
فانصحوني ماذا أعمل كي أطرد هذا الشعور المرعب الذي ينتابني.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن من فضل الله عليك أن قذف في قلبك حب العلوم الشرعية، وحبك لها من أهم أسباب النجاح في دراستها مع الدراسة المنهجية المتدرجة، وقد ذكرنا المزيد في كيفية دراسة العلوم الشرعية في الفتوى رقم: 31659.

فاستعيني بالله عز وجل وأقدمي على دراسة هذا العلم الشريف، وتذكري ما ورد في فضل طلبه، كقوله تعالى: يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ. {المجادلة: 11}.

وقوله صلى الله عليه وسلم: من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سهل الله به طريقاً من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يصنع، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض، والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً إنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بخط وافر. رواه أبو داود وابن ماجه وأحمد وابن حبان، وصححه الألباني.

ولا تلتفتي إلى ذلك الشعور الآخر، فلعله من الوساوس، وطالما أن صدرك منشرح إلى العلوم الشرعية فهذه بشرى خير إن شاء الله، وحب العلم من أسباب النجاح في تحصيله كما سبق، وأمامه تزول العقبات وتذلل الصعاب بمشيئة الله عز وجل.

والله وأعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني