السؤال
أعيش في إسبانيا وأتمنى أن تكون لي صديقات صالحات، ولكن ليست لي ولا واحدة، فكيف أحمي نفسي من الفتن في هذه البلاد؟ فأي السبل وأي الطرق أتبعها لذلك؟.
أعيش في إسبانيا وأتمنى أن تكون لي صديقات صالحات، ولكن ليست لي ولا واحدة، فكيف أحمي نفسي من الفتن في هذه البلاد؟ فأي السبل وأي الطرق أتبعها لذلك؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق أن بينا في الفتوى رقم: 2007، أن الإقامة في مثل تلك البلاد الأصل فيها المنع، لما يكتنفها من خطر على دين المرء وخلقه وبينا أنها لا تشرع إلا بشروط، فإن لم تتوفر في إقامتك هذه الشروط فعليك أن تغادري هذه البلاد إلى غيرها من بلاد المسلمين، أما إن وجدت حاجة أو ضرورة معتبرة شرعا لإقامتك، فعليك أن تأخذي بأسباب السلامة والنجاة من الفتن ومن ذلك:
1ـ تقوى الله سبحانه ـ بفعل الواجبات وترك المنكرات والإكثار من السنن والمندوبات ـ فإن من يتق الله يجعل له مخرجا وفرجا من كل ما يهمه، قال سبحانه: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ {الطلاق: 2، 3}. وقال تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا {الطلاق:4}.
2ـ الزواج: فإن له أثرا كبيرا في العفة والصيانة، وقد أرشد إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء.
3ـ الإكثار من ذكر الله والصلاة، فإن لهما أثرا عجيبا في النهي عن الفحشاء والمنكر، قال سبحانه: إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ {العنكبوت:45}.
جاء في تفسير البغوي: وقال عطاء في قوله: إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر. قال: ولذكر الله أكبر من أن يبقى معه معصية. انتهى.
وجاء في الحديث: أن يحيى بن زكريا قال لبني اسرائيل: وآمركم بذكر الله كثيرا، ومثل ذلك كمثل رجل طلبه العدو سراعا في أثره فأتى حصنا حصينا فأحرز نفسه فيه، وإن العبد أحصن ما يكون من الشيطان إذا كان في ذكر الله تعالى. رواه الترمذي وغيره، وصححه الألباني.
4ـ البحث عن صحبة من النساء ذوات الدين والخلق، ليكن عونا لك على طاعة الله وتقواه، فإن الصحبة لها أثر كبير على الصاحب، وقد قال الله سبحانه لنبيه: وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا {الكهف:28}.
قال الحسن ـ رحمه الله: إخواننا أغلى عندنا من أهلينا، فأهلونا يذكروننا الدينا، وإخواننا يذكرونا بالآخرة.
5ـ لزوم الزهد في الدنيا وعدم الإغراق في لذاتها وشهواتها حتى تصبح أكبر هم الإنسان، فإن حب الدنيا رأس كل خطيئة، وإنما يكفي الشخص من الدنيا الشيء اليسير الذي يبلغه المقصود، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مالي وللدنيا، ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها.
6ـ طلب العلم الشرعي ومطالعة كتب السلف الصالح التي تحيي القلب وتستثير الإيمان فيه ـ مثل كتب العلامة ابن القيم وابن رجب وغيرهما.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني