الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يأثم من ارتكب الكبيرة جاهلا وكيف يتوب

السؤال

من عمل عملا سيئا ولم يعلم بأنه من الكبائر أي أنه كان جاهلا بحرمة هذا العمل وإن كان من الكبائر، فكيف تكون التوبة ؟؟ وهل يكفي الاستغفار والإقلاع عن العمل بها توبة ؟ ما هي توبة الكبائر من الذنوب ؟ وهل من تاب عنها تاب الله عليه؟ إن الله غفور رحيم لا حول ولا قوة إلا بالله. ربي أتوب إليك فقد كنت في غفلة من حرمتها. أجيبوني جيدا رجاء فأنا محتاجة لتوبة الله علي فما السبيل لذلك؟ مع العلم أني كنت أجهل حرمة هذا الشيء من الكبائر فكيف التوبة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمن ارتكب ما حرم الله تعالى جاهلا جهلا يعذر به، فإنه لا إثم عليه لقوله تعالى: وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً. {الإسراء:15}. وراجعي في العذر بالجهل الفتوى رقم: 14502.

وأما كيفية التوبة فاعلمي أن التوبة من المعاصي لها شروط:

1- الإخلاص لله في التوبة

2- الإقلاع عن تلك المعصية

3- الندم عليها

4- العزم على عدم العودة إليها.

5- أن يكون ذلك في وقت قبولها، وهي مقبولة في كل وقت ما لم يصل العبد إلى حال الاحتضار والغرغرة، وما لم تطلع الشمس من مغربها.

6- رد الحقوق إلى أصحابها أو استحلالهم منها (وهذا إذا كانت المعصية تتعلق بحق العباد كالسرقة والقذف وغير ذلك) وأما إذا كانت المعصية في جنب الله، فيكفي في التوبة منها الشروط الخمسة المتقدمة، فما دمت قد استغفرت وندمت وأقلعت وعزمت على عدم العودة مبتغية بذلك وجه الله جل وعلا، فهذه توبة مقبولة إن شاء الله تعالى، مهما كان الذنب كبيرا. قال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ. {الزمر:53}.

وإذا كانت هذه الآية عامة في جميع الذنوب بما فيها الشرك بالله والكفر به، فلا شك أنها تشمل ما دون ذلك من الكبائر وغيرها.

وانظري الفتوى رقم: 37539.

وعليك بالتفقه في أمور دينك، فإنه يقبح بالمسلم أن يجهل كبائر ما حرمه الله تعالى، وهذا يدل على نوع تقصير منك في طلب العلم. وقد قال عليه الصلاة والسلام: طلب العلم فريضة على كل مسلم. رواه ابن ماجه وصححه الألباني. وانظري الفتوى رقم: 120927. وما أحيل عليه فيها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني