الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العبرة في قبول الخاطب بحاله عند الخطبة

السؤال

تقدم لخطبتي شاب طيب القلب حسن التعامل مع الناس بشهادة من يعرفونه، لكنه يقطع في الصلاة (يصلي أياما ويقطعها شهورا) هذه الأيام عاد إلى الصلاة لكنه لا يؤديها في وقتها، وهو يقول بأنه سيستقيم بعد الزواج ويحافظ على الصلاة. فهل أقبله زوجا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى المعيار الصحيح لاختيار الزوج بقوله صلى الله عليه وسلم: إِذَا أَتَاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ خُلُقَهُ وَدِينَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ. رواه ابن ماجه والترمذي وحسنه الألباني.

ولا شكّ أن الصلاة أعظم أمور الدين بعد الإيمان بالله، وتركها جحوداًً يخرج من الملة، وتركها تكاسلاً عدّه بعض العلماء كفراً مخرجا من الملة.

فإذا رأيت أنّ هذا الشاب الذي تقدم لخطبتك قد استقام وحافظ على الصلاة وأصبح مرضي الدين والخلق، فلا مانع من قبوله.

أمّا إذا كان لا يزال متهاونا في صلاته ، فلا ننصحك بقبوله، فإنه لا خير فيمن يتهاون بصلاته، والعبرة في قبول الخاطب بحاله عند الخطبة، وليس بما يرجى أن يكون عليه في المستقبل، فالمستقبل علمه عند الله، والهداية أمرها بيده.

واعلمي أن في اختيار الزوج صاحب الدين والخلق سعادة المرأة في الدنيا والآخرة، وفي التهاون في اختيار الزوج على أساس الدين والخلق، عواقب لا تحمد، ومن ترك شيئاً لله عوّضه الله خيراً منه.

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني