الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لّا يقدم اعتبار الجمال على اعتبار الدين والخلق

السؤال

أنا شاب عمري 31 سنة، أعمل مهندسا في إحدى دول الخليج، وأريد الزواج، وقد وجدت لي أمي فتاة وفاتحت أهلها بخصوص أن نتقدم لخطبتها، المهم في الأمر أنني بسبب وجودي خارج بلدي لم أشاهدها وجها لوجه وبعد ذلك لاحظت بأنها ـ نوعا ما ـ قصيرة القامة، مع العلم بأنها فتاة محترمة ومن عائلة محترمة وأنا بصراحة من جهة أعجبتني، لكن من جهة أخرى عندي غصة من ناحية قصر قامتها، وأنا في حيرة من أمري خصوصا وأن أمي قد أعجبتها الفتاة.،
الرجاء أفيدوني

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم معيار اختيار الزوجة بقوله: تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَلِجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ. متفق عليه.

قال المباركفوري: قال القاضي ـ رحمه الله ـ من عادة الناس أن يرغبوا في النساء ويختاروهن لإحدى الخصال، واللائق بذوى المروءات وأرباب الديانات أن يكون الدين مطمح نظرهم فيما يأتون ويذرون لا سيما فيما يدوم أمره ويعظم خطره. انتهى تحفة الأحوذي.

ولا يعني ذلك أنّ اختيار المرأة ذات الجمال أمر مرفوض، وإنما المقصود أن لّا يقدم اعتبار الجمال على اعتبار الدين والخلق، قال العظيم أبادي: ويؤخذ منه أن الشريف النسيب يستحب له أن يتزوج نسيبة إلا إن تعارض نسيبة غير دينة وغير نسيبة دينة فتقدم ذات الدين، وهكذا في كل الصفات.

بل إن مراعاة الزوج ما يوافقه في الزوجة، أدعى لحصول المودة بين الزوجين، فقد روي عن المغيرة بن شعبة: أنه خطب امرأة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: انظر إليها، فإنه أحرى أن يؤدم بينكما. رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه، وصححه الألباني.

وعلى ذلك، فإذا كنت لا تجد في نفسك قبولاً لهذه الفتاة، فلا حرج عليك في العدول عن الخطبة والبحث عن غيرها، وأمّا إذا وجدت في نفسك قبولاً لها، فلا تتردد في الزواج منها بعد استخارة الله عز وجل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني