السؤال
هل الدعاء بعد الوتر قبل الفجر بقليل يعتبر من البدع إن وُوظب عليه أفيدونا بارك الله فيكم؟
هل الدعاء بعد الوتر قبل الفجر بقليل يعتبر من البدع إن وُوظب عليه أفيدونا بارك الله فيكم؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن المواظبة على الدعاء بعد الوتر وقبل الفجر من أفضل الأعمال وأعظم القربات، فقد رغب النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء في هذا الوقت.
فقد قيل له صلى الله عليه وسلم، أي الدعاء أسمع؟ فقال: جوف الليل الآخر ودبر الصلوات المكتوبات. أخرجه الترمذي من حديث أبي أمامة رضي الله عنه وحسنه الألباني.
وبين النبي صلى الله عليه وسلم أن هذا الوقت هو وقت تنزل الرب عز وجل إلى سماء الدنيا يقول هل من سائل فأعطيه هل من داع فأستجيب له، هل من مستغفر فأغفر له هل من تائب فأتوب عليه، وأثنى الله تعالى على عباده الذين أحيوا ليلهم بالقيام ثم جلسوا بعد فراغهم من الصلاة يستغفرون ربهم.
فقال تعالى في صفتهم: كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ { آل عمران:17}
وقال تعالى: الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ { آل عمران:17}
قال ابن كثير رحمه الله: "{ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأسْحَارِ } دل على فضيلة الاستغفار وقت الأسحار. وقد قيل: إن يعقوب، عليه السلام، لما قال لبنيه: { سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي } [يوسف:98 ] أنه أخرهم إلى وقت السحر. وثبت في الصحيحين وغيرهما من المساند والسنن، من غير وجه، عن جماعة من الصحابة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ينزلُ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى في كُلِّ لَيْلَةٍ إلَى سمَِاءِ الدُّنيا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِر فيقولُ: هَلْ مِنْ سَائل فأعْطِيَه؟ هَلْ مِنْ دَاع فَأسْتجيبَ له؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِر فأغْفِرَ لَهُ ؟" الحديث وكان عبد الله بن عمر يصلي من الليل، ثم يقول: يا نافع، هل جاء السَّحَر؟ فإذا قال: نعم، أقبل على الدعاء والاستغفار حتى يصبح. رواه ابن أبي حاتم. وعن إبراهيم بن حاطب، عن أبيه قال: سمعت رجلا في السحر في ناحية المسجد وهو يقول: ربّ أمرتني فأطعتك،وهذا سحر، فاغفر لي. فنظرت فإذا ابن مسعود، رضي الله عنه انتهى بتصرف,وبهذا يتضح أن الدعاء في هذا الوقت والمداومة عليه من أفضل الأعمال كما مر.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني