السؤال
كيف نوفق بين قوله تعالى: صوركم فأحسن صوركم. وبين من يولد وهو مشوَه الخلقة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا تعارض بين هذا، فالإنسان في أحسن صورة على كل حال. كما قال النسفي في تفسيره: وصوركم فأحسن صوركم } أي جعلكم أحسن الحيوان كله وأبهاه بدليل أن الإنسان لا يتمنى أن تكون صورته على خلاف ما يرى من سائر الصور، ومن حسن صورته أنه خلق منتصبا غير منكب، ومن كان دميما مشوه الصورة سمج الخلقة فلا سماجة ثم ، ولكن الحسن على طبقات فلانحطاطها عما فوقها لا تستملح ولكنها غير خارجة عن حد الحسن ، وقالت الحكماء : شيئان لا غاية لهما ، الجمال والبيان. اهـ.
وقال الشربيني في تفسيره: {فأحسن صوركم} فجعلها أحسن الحيوانات كلها كما هو مشاهد ، وبدليل أن الإنسان لا يتمنى أن يكون على خلاف ما يرى من سائر الصور ، ومن حسن صورته أن خلقه منتصباً غير منكب كما قال تعالى : {لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم} فإن قيل : قد يوجد في أفراد هذا النوع من كل مشوه الخلقة سمج الصورة. أجيب : بأنه لا سماجة لأن الحسن في المعاني ، وهو على طبقات ومراتب، فانحطاط بعض الصور عن مراتب ما فوقه لا يمنع حسنه، فهو داخل في حيز الحسن غير خارج عن حدّه، فقبح القبيح منه إنما هو بالنسبة إلى أحسن منه. ولذا قال الحكماء : شيئان لا غاية لهما الجمال والبيان ، فقدرة الله سبحانه وتعالى لا تتناهى. اهـ.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني