الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كرسي الاعتراف في المنتديات الإسلامية في منظار الشرع

السؤال

ما حكم إنشاء ما يسمي بكرسي الاعتراف في المنتديات الإسلامية للأعضاء بحيث يسأل العضو المسلم عن عبادته بمعنى ما هي أكثر أذكاره؟ ما هو أكثر دعائه؟ هل يصلي قيام الليل؟ كيف تشعر أن الله راضً عنك؟ كيف تستطيع ختم القرآن فى شهر، وغير ذلك؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد

فإنشاء هذا القسم لا بأس به بحيث يكون القصد منه التنافس في الطاعة والتواصي بالحق والتواصي بالصبر، والتعاون على البر والتقوى فهذه الأمور مما أمر الله عباده بفعلها والحرص عليها، كما قال تعالى: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ. {المائدة:2}، ومدح سبحانه المفلحين الفائزين الذين استثناهم ممن هم في خسر وضياع بقوله: وَالْعَصْرِ* إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ* إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ. {سورة العصر: 1-3}، مع التذكير بضرورة الإخلاص وألا يكون القصد من التحدث بالعبادة هو الرياء أو حب السمعة بل يقصد أن يكون قدوة حسنة ويعلي الهمم وينشط على الطاعة، وينقل الخبرات في الوسائل المشروعة التي يستطيع المسلم من خلالها تنظيم وقته والمشاركة في أبواب الخير المختلفة مستفيداً من خبرات من سبقوه بعلم أو تقوى ونسأل الله لكم التوفيق والإعانة على الخير.

ونرى عدم تسمية هذا القسم بكرسي الاعتراف حذراً من مشابهه النصارى في بعض مصطلحاتهم الدينية الخاصة بهم، فكما هو معروف أن كرسي الاعتراف طقس من طقوس النصرانية يجلس عليه النصراني ليكشف للكاهن عن خطاياه وذنوبه حتى يمنحه المغفرة نيابة عن الله تعالى، وفي الأسماء والمصطلحات الصحيحة السليمة من المخالفات غناء فلماذا لا يسمى هذا القسم باسم حاسبوا أنفسكم مثلاً أو تعاونوا على البر وغير ذلك من الاسماء.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني