الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجته ذات دين وجمال ومع ذلك يصادق النساء الأجنبيات

السؤال

أنا شاب متزوج وزوجتى جميلة جدا ومؤدبة ومتدينة ومن أسرة كريمة، لي عيب كبير لا أستطيع تجنبه وهو أني إذا رأيت أي فتاة أو حتى سيدة متزوجة أعجب بها وأصادقها ويساعدني مجال عملي. ما ذا أفعل لتجنب ذلك ؟ وهل صحيح أنه سيرد على أهلي: افعل ماشئت كما تدين تدان .. وبالكيل الذي تكيل به تكتال؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أقمت أيها السائل الحجة على نفسك ولم يبق لك ما تعتذر به عن معصيتك فإن الله قد أنعم عليك بنعمة الزواج، ليس هذا فحسب بل بالزواج من زوجة جمعت خيري الدنيا والدين, فما عذرك بعدئذ أمام الله؟ وهل هناك ما يحملك على هذه المعصية إلا رعونات نفسك وتسلط الشيطان عليك؟ فبادر رحمك الله بالتوبة إلى الله جل وعلا من هذه المعصية وأقلع عنها فورا, ونوصيك بالمحافظة على ذكر الله والصلاة فإن لهما أثرا عجيبا في النهي عن الفحشاء والمنكر. قال سبحانه: إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ. {العنكبوت:45}.

جاء في تفسير البغوي: وقال عطاء في قوله: "إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر" قال: ولذكر الله أكبر من أن تبقى معه معصية. انتهى .

وجاء في الحديث أن يحيى بن زكريا قال لبني اسرائيل: وآمركم بذكر الله كثيرا ومثل ذلك كمثل رجل طلبه العدو سراعا في أثره فأتى حصنا حصينا فأحرز نفسه فيه وإن العبد أحصن ما يكون من الشيطان إذا كان في ذكر الله تعالى. رواه الترمذي وغيره وصححه الألباني.

وراجع الفتاوى التالية : 28873 , 36423 , 23231 . ففيها وسائل لتجنب فتنة النساء .

وأما وقوع أهلك في مثل هذه المعاصي أو تعرضهن لها من الغير بسبب معصيتك فلم يثبت لدينا دليل صحيح يدل على ذلك صراحة, ولكنا نحذرك شؤم المعصية فإن شؤمها في الغالب لا يقتصر على الفاعل بل يطول غيره ممن هم في محيطه خصوصا إذا لم يقم بواجبه في النهي عن المنكر . وقد قال الله جل وعلا : وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ. {الأنفال: 25}.

جاء في تفسير ابن كثير: يحذر تعالى عباده المؤمنين { فِتْنَةً } أي: اختبارًا ومحنة، يعم بها المسيء وغيره، لا يخص بها أهل المعاصي ولا من باشر الذنب، بل يعمهما، حيث لم تدفع وترفع. انتهى.

وفي تفسير الألوسي :أي لا تختص إصابتها لمن يباشر الظلم منكم بل تعمه وغيره. والمراد بالفتنة الذنب وفسر بنحو إقرار المنكر والمداهنة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وافتراق الكلمة وظهور البدع والتكاسل في الجهاد حسبما يقتضيه المعنى ، والمصيب على هذا هو الأثر كالشآمة والوبال. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني