الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التوبة من الزنا والعلاقات المحرمة ووجوب تمسك المسلمة بحجابها

السؤال

أنا ارتكبت فواحش كثيرة وأريد التوبة والتكفير عن كل ذنوبي. كنت لابسة حجابا ونزعته، ولبست ملابس غير محتشمة في البحر مع الشباب. زنيت مع الشباب في رمضان، كنت أنا وصاحبي نتعانق ونبوس بعضنا بالليل. أنا أحب صاحبي حب مجانين، وأريد أن أنساه لتقبل توبتي، أنا الآن لابسة حجابي خوفا من الله، لكن مازلت أحب التبرج، و لما أرى البنات أغار، كنت أدعو ربي في استخارتي أنه إن كان صاحبي من نصيبي أعطني لفرنسا لأنه يدرس بفرنسا، لكن لما سرقوا ووضعوا لي صورا بالمايوه رفضني، لكن لا أستطيع العيش من دونه. أطلب من إخوتي المساعدة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فيجب عليك التوبة النصوح من هذه الذنوب، فالزنا جرم عظيم وكبيرة من الكبائر، وراجعي فيه الفتوى رقم: 1591.

كما أن التبرج أمر خطير وباب إلى الفساد عظيم، جاء الوعيد الشديد بشأنه، فانظري بخصوصه الفتوى رقم: 8569. فالبدار البدار إلى التوبة، واحمدي الله تعالى أن أبقاك حتى تتمكني من التوبة، فكيف يكون حالك لو لقيت الله تعالى وأنت على تلك الذنوب، وختم لك بالخاتمة السيئة. وراجعي شروط التوبة بالفتوى رقم: 5450.

وقد أحسنت بلبسك الحجاب خوفا من الله تعالى، وميل نفسك إلى التبرج من نزغات الشيطان، وإذا نفث الشيطان في نفسك الغيرة من المتبرجات واستحسان أمرهن، فاستعيذي بالله من الشيطان الرجيم، وتذكري ما جاء من الوعيد في حقهن، وإذا قمت بمدافعة هذه الوساوس فإنها لا تضرك، وراجعي الفتوى رقم: 45134.

وعليك بأن تكثري من دعاء الله تعالى أن يرزقك الاستقامة والثبات على الحق، وراجعي الوسائل التي تعين على الثبات بالفتوى رقم: 1208، والفتوى رقم: 12744.

وسبق أيضا بيان الأسباب المعينة على التخلص من غواية الشيطان في الفتويين رقم: 33860، 56356.

واعلمي أنه لا يجوز للمرأة أن تكون على علاقة مع رجل أجنبي عنها، فيجب عليك قطع العلاقة مع هذا الشاب.

وإن كنت ترغبين في زواجه منك، وتاب إلى الله مما ذكرته عنه معك وحسنت توبته، فاسألي الله تعالى أن ييسر لك ذلك، وما كان ينبغي أن تسألي الله أن يعطيك لفرنسا فإن الهجرة إلى بلاد الكفر لا تجوز إلا في حدود ضيقة بيناها في الفتوى رقم: 2007.

وإن لم يكن راغبا في الزواج منك فلا تتبعيه نفسك، ولعل الله تعالى يرزقك زوجا خيرا منه، وما يدريك أن يكون في زواجك من هذا الشاب خير لك، ففوضي الأمر لله تعالى، قال سبحانه: وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ { البقرة:216}

وإذا لم يكن هذا الشاب قد تاب وأناب فلا تقبلي به زوجا.

وأما نسيانه فأمر سهل إن عقدت العزم وصدقت مع الله، قال تعالى: فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ {محمد:21} وهنالك أمور تعين على علاج العشق ذكرناها بالفتوى رقم: 9360 فراجعيها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني