الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يحبط ثواب ما تقدم من العبادة بالانقطاع عن المواظبة عليها

السؤال

سمعت من إمام أحد المساجد أن من كان يداوم على عبادة ثم طال عليه الأمد وانقطع عنها كسلا، فعمله السابق لا يقبل منه. فهل هذا الكلام صحيح؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهذا الكلام ليس بصحيح، وليس له دليل من منقول أو معقول، بل ظواهر الأدلة تنقضه، فكل عمل أخلص فيه صاحبه وكان موافقا للشرع، فتقبله الله تعالى، لا يحبط ثوابه لمجرد الانقطاع عنه، قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً. {الكهف:30}

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله لا يظلم مؤمنا حسنة، يُعطى بها في الدنيا ويجزى بها في الآخرة. رواه مسلم.

وهذا هو مقتضى إقامة الميزان يوم القيامة، كما قال تعالى: وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ. {الأنبياء:47}.

وهذا لا يتعارض مع حض الشرع على المداومة على الأعمال الصالحة والاستقامة عليها، والنهي عن الانقطاع وذمه، فإن المواظبة على المستحبات هي الأفضل بلا شك، ولذلك أخبرت عائشة في حديث البخاري وغيره فقالت: وكان أحب العمل إليه ـ تعني النبي صلى الله عليه وسلم. ما دوام عليه صاحبه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني