السؤال
قرأت أن لا مشاحة في الاصطلاح، ما دام لا ينبني عليها حكم، أما إذا انبنى عليها حكم فإنه يفرق بينها، ووجدت الكاتب ضرب مثلا بالأعمال القلبية بين ـ قول القلب، وعمل القلب ـ وقال إن الدليل جاء مفرقا بينها ولم يذكره.
فما هوهذا الدليل ؟
قرأت أن لا مشاحة في الاصطلاح، ما دام لا ينبني عليها حكم، أما إذا انبنى عليها حكم فإنه يفرق بينها، ووجدت الكاتب ضرب مثلا بالأعمال القلبية بين ـ قول القلب، وعمل القلب ـ وقال إن الدليل جاء مفرقا بينها ولم يذكره.
فما هوهذا الدليل ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد ذكر أهل العلم أن الإيمان يشمل قول اللسان وهو التكلم بشهادة التوحيد، ويشمل قول القلب وهو اليقين والتصديق والاعتقاد لهذه الكلمة ولما يجب اعتقاده من أمور الدين.
ويشمل ذلك عمل القلب والجوارح، وعمل القلب هو: الإخلاص وحب الله والخوف منه إلى غير ذلك من أعمال القلوب.
ويدل لوجوب اليقين بهذه الكلمة ما في صحيح مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال لأبي هريرة رضي الله عنه: اذهب بنعلي هاتين فمن لقيت وراء هذا الحائط يشهد أن لاإله إلا الله مستيقنا بها قلبه فبشره بالجنة.
ومن المعلوم أن كفر المنافقين حصل بسبب عدم تصديق قلوبهم لما تنطق به ألسنتهم، فقد قال الله تعالى في شأنهم: إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ { المنافقون:1}.
ويدل لأعمال القلوب قوله تعالى في وجل القلوب وإنابتها وإخباتها: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ {الأنفال:2}.
وقوله تعالى: وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ {الحـج:54}.
وقوله تعالى: مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ {ق:33}.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني