السؤال
أتساءل عن تكرار الإحساس تجاه الشباب بالإعجاب، مع التأكد أنه حرام. هل هذا مرض؟ أم غضب من الله؟ وهل يسامحني ربي؟
أتساءل عن تكرار الإحساس تجاه الشباب بالإعجاب، مع التأكد أنه حرام. هل هذا مرض؟ أم غضب من الله؟ وهل يسامحني ربي؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق أن بينا حكم إعجاب المرأة برجل أجنبي عنها وما يتبع ذلك من حب له أو ميل قلبي تجاهه، وذلك في الفتوى رقم: 76936، وما أحيل عليه فيها من فتاوى.
أما استفسارك عن سبب ذلك، وهل هو مرض أم هو من قبيل غضب الله سبحانه؟ فنقول: أما مجرد إحساس المرأة بالميل الطبيعي نحو الرجل دون تسبب منها بفعل محرم من نظر ونحوه، فهذا لا حرج فيه ولا يعد من قبيل المرض، ولا من سخط الله على عبده؛ لأن هذا مركوز في أصل جبلتها وفطرتها، ولكن عليها أن تجاهد نفسها في دفع خواطره عن قلبها بكل سبيل.
وأما إذا كان هذا الأمر بكسب منها وتجاوز في علاقتها بالرجال، أو لم يكن بكسب منها لكنها لم تقف عند حد الخواطر القلبية وأحاديث النفس، وتعدته إلى أفعال الجوارح من نظرة أو لقاء أو كلام أو خلوة أو لمسة ونحو ذلك، فهذا كله حرام لا خلاف في حرمته، وهذا سبيل الوقوع في داء عضال ومرض قتال وهو العشق كما بيناه في الفتاوى رقم: 117632، 9360، 27626.
وقد يكون الوقوع في مثل هذه المعاصي من النظر والعشق ونحو ذلك بسبب ذنوب سبقت من العبد أوجبت هوانه على ربه، فسهل على الشيطان أن يوقعه في هذه الفواحش، وقد نص العلماء على أن ترك الواجبات من أسباب الابتلاء بالمعاصي وتسلط الشياطين، لقوله سبحانه: وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ {الزخرف: 36} وقوله جل وعلا: فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ {المائدة: 14}.
قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى:... أن ترك الواجب سبب لفعل المحرم، قال تعالى: وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ {المائدة: 14} فهذا نص في أنهم تركوا بعض ما أمروا به فكان تركه سببا لوقوع العداوة والبغضاء المحرمين، وكان هذا دليلا على أن ترك الواجب يكون سببا لفعل المحرم كالعداوة والبغضاء. انتهى.
فإن كان هذا الذي تجدين في قلبك من قبيل المحظور فتوبي إلى الله، واصدقي في توبتك تجدي الله غفورا رحيما، فإنه سبحانه وعد بقبول توبة التائبين إليه المقبلين عليه، فقال: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ {الشورى: 25}
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني