الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم العيش في بلاد الكفر بدون إقامة والعمل بدون ترخيص

السؤال

أنا مواطن عربي مقيم بأوربا، ليست لدي أوراق الإقامة، وأعمل لكسب قوت عيشي، لكن ما دمت لا أحمل أوراق الإقامة فأنا معرض للطرد لبلدي إن ضبطت في عملي هذا- التجارة - لهذا فأنا أعمل دائما والخوف ينتابني.فما قول الشرع في هذا الخوف والعمل بدون قانون؟ و شكرا جزيل الشكر . ونتمنى لبوابتكم المزيد من التألق.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالخوف نوعان: أحدهما لا شيء فيه، والثاني منهي عنه.والظاهر أن خوفك هو من النوع الأول، ولكن إن كان واقع الحال ما ذكر، فإنك قد عرضت نفسك لما فيه إذلال لها، روى الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه قالوا: وكيف يذل نفسه؟ قال: يتعرض من البلاء لما لا يطيق. وقد تسببت بهذا الإذلال في حصول هذا الخوف في قلبك، وقد أثر عن مجاهد أنه قال: كانوا يكرهون للمؤمن أن يذل نفسه فتجترئ عليه الفساق. اهـ.

فالأول: خوف فطري، كخوف المرء من افتراس الأسد ونحو ذلك، وهذا لا شيء فيه.

الثاني: خوف يخالف العقيدة ويضاد الإيمان بالقدر، وهو الذي نهانا الشرع عنه، كالخوف على الرزق والعمر ونحو ذلك، والناس يتفاوتون في هذين النوعين من الخوف.

ولا ينبغي للمسلم أن يبقي نفسه في مثل هذا الحال من الحرج، فإما أن يرجع إلى بلده، وإما أن ينتقل إلى بلد تمكنه الإقامة فيه من غير حرج، وأرض الله واسعة. قال تعالى: يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ. {العنكبوت: 56}.

وأما بخصوص العمل الذي يخالف القانون، فإن كان هذا القانون قد وضع من أجل تنظيم العمل وتحقيق المصلحة العامة فيجب الالتزام به ولا تجوز مخالفته، ويتأكد الأمر في حالتك، فأنت قد دخلت هذا البلد بأمان أو عهد، والمسلم يجب عليه وجوبا مؤكدا أن يكون أشد الناس وفاء بعهد. وراجع الفتوى رقم: 75053.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني