الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالخوف نوعان: أحدهما لا شيء فيه، والثاني منهي عنه.والظاهر أن خوفك هو من النوع الأول، ولكن إن كان واقع الحال ما ذكر، فإنك قد عرضت نفسك لما فيه إذلال لها، روى الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه قالوا: وكيف يذل نفسه؟ قال: يتعرض من البلاء لما لا يطيق. وقد تسببت بهذا الإذلال في حصول هذا الخوف في قلبك، وقد أثر عن مجاهد أنه قال: كانوا يكرهون للمؤمن أن يذل نفسه فتجترئ عليه الفساق. اهـ.
فالأول: خوف فطري، كخوف المرء من افتراس الأسد ونحو ذلك، وهذا لا شيء فيه.
الثاني: خوف يخالف العقيدة ويضاد الإيمان بالقدر، وهو الذي نهانا الشرع عنه، كالخوف على الرزق والعمر ونحو ذلك، والناس يتفاوتون في هذين النوعين من الخوف.
ولا ينبغي للمسلم أن يبقي نفسه في مثل هذا الحال من الحرج، فإما أن يرجع إلى بلده، وإما أن ينتقل إلى بلد تمكنه الإقامة فيه من غير حرج، وأرض الله واسعة. قال تعالى: يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ. {العنكبوت: 56}.
وأما بخصوص العمل الذي يخالف القانون، فإن كان هذا القانون قد وضع من أجل تنظيم العمل وتحقيق المصلحة العامة فيجب الالتزام به ولا تجوز مخالفته، ويتأكد الأمر في حالتك، فأنت قد دخلت هذا البلد بأمان أو عهد، والمسلم يجب عليه وجوبا مؤكدا أن يكون أشد الناس وفاء بعهد. وراجع الفتوى رقم: 75053.
والله أعلم.