الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم تقوية اللغة بغرض العمل في السياحة

السؤال

أنا من مصر وكنت أريد أن اسأل عن طبيعة العمل في السياحة، كما أني أريد أن أقوي لغتي التي أدرسها عن طريق الممارسة؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن العمل في السياحة لا يخلو - في أغلب أحواله - من محاذير شرعية كما بينا في الفتوى رقم: 72304، والفتوى رقم: 33891.

فإذا وجدت فيه تلك المخالفات الشرعية - ويستبعد ألا توجد - فلا يجوز للمسلم العمل فيه؛ لما في ذلك من التعاون على الإثم والعدوان، والدعوة إلى الفجور والعصيان، فقد قال الله تعالى: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ... ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً. رواه مسلم.

ولو قدر للعمل في السياحة خلوه من تلك المحاذير الشرعية - وهو أمر مستبعد كما مر - فلا حرج على المسلم في العمل فيه إن شاء الله تعالى، وأما بخصوص تعلم اللغة وتقويتها فإن بإمكانك الحصول على ذلك دون ارتكاب محرم، ولا يجوز أن يحملك ذلك على العمل في السياحة إذا كانت تشتمل على محاذير شرعية، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إنه ليس شيء يقربكم إلى الجنة إلا قد أمرتكم به، وليس شيء يقربكم إلى النار إلا نهيتكم عنه، وإن روح القدس نفث في روعي إن نفساً لن تموت حتى تستكمل رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن تطلبوه بمعاصي الله، فإن الله لا يدرك ما عنده إلا بطاعته. رواه الطبراني وغيره وصححه الألباني.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني