الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تفضيل النسب على الدين مخالفة قبيحة خطيرة

السؤال

تقدم لخطبتي شاب ذو دين وخلق، وقد وافقت عليه، ولكن الوالدة ترفض هذا الشاب بسبب النسب وتقول إنها تفضل النسب على الدين وتقول الله يهديها إن هؤلاء البشر كلاب وحمير وخدم، وهي ترفض أن تسمعني وقد مر على هذا الأمر أربع سنوات وسبع شهور، وقد تعلقت بهذا الشاب كثيراً لأني دائما أسمع عنه كل خير.. فأرجو منكم المساعدة أخاف أن أقول لها شيئا وهي تغضب علي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما تفعله أمك من الاعتراض عليك في الزواج من هذا الشخص رغم اتصافه بالخلق والدين لا يجوز وهو ظلم قبيح، وأقبح منه سبها لهؤلاء الناس ووصفها لهم بما لا يجوز من الأوصاف السيئة، فإن سباب المسلم حرام وهو من الفسوق، كما سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 56287.

وأقبح من هذا كله قولها إنها تفضل النسب على الدين، فهذا كلام خطير جداً، فإن الله سبحانه قد فضل الدين على غيره، فقال: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ {الحجرات:13}، ورسوله صلى الله عليه وسلم يقول: ألا لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى. إن أكرمكم عند الله أتقاكم. ويقول: من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه. رواه مسلم.

فكيف يأتي بعد ذلك من يقدم بين يدي الله ورسوله ويجترئ على هذا القول العظيم، والله سبحانه يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {الحجرات:1}، قال ابن عباس: لا تقدموا بين يدي الله ورسوله: لا تقولوا خلاف الكتاب والسنة. انتهى.

فالواجب على أمك أن تشتغل عن هذا كله بالتوبة الصادقة إلى الله سبحانه عما بدر منها، واعلمي أن أمك لا تملك أمرك في الزواج، بل أمرك لوليك، فعليك أن ترفعي أمرك له سواء كان أباً أو أخاً أو غيرهما، وأن تطلبي منه أن يزوجك من هذا الرجل صاحب الدين والخلق، فإن وافق فلا تترددي في الزواج منه -بعد الاستخارة- وإن كرهت أمك ولا يعتبر هذا من عقوقها، وإن رفض وليك فهو عاضل، وقد سبق أن بينا كيفية مواجهة عضل الولي في الفتوى رقم: 114025.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني