الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يبنى بيت الحمد لمن فقد زوجته فصبر

السؤال

توفيت زوجتي فصبرت واحتسبت، وحمدت الله سبحانه، فهل يبني لي الله عزوجل قصرا في الجنة يسمى بقصرالحمد؟ أم ينطبق فقط على من مات له ولد؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن يرحم زوجتك وسائر موتى المسلمين، وأن يرزقك الصبر على فقدها ، والحديث المذكور في السؤال هو في ثواب الصبر على موت الولد، وورد بلفظ: "بيت الحمد" وليس " قصر الحمد" وهناك احتمال في دخول كل من مات له حبيب وحمد الله واسترجع عند موته في ثواب هذا الحديث، وفضل الله واسع وقد قال المباركفوري في قَوْلُهُ : (وَسَمُّوهُ بَيْتَ الْحَمْدِ" أَضَافَ الْبَيْتَ إِلَى الْحَمْدِ الَّذِي قَالَهُ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ لِأَنَّهُ جَزَاءُ ذَلِكَ الْحَمْدِ. قَالَهُ الْقَارِي) انتهـى . وهذا يشعر بترتب الثواب على الحمد والاسترجاع عند المصيبة، والله أعلم.

ونذكرك بهذه البشارة التي تنطبق على حالتك في فقد زوجتك واحتسابك وصبرك، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: مَا لِعَبْدِي الْمُؤْمِنِ عِنْدِي جَزَاءٌ إِذَا قَبَضْتُ صَفِيَّهُ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا ثُمَّ احْتَسَبَهُ إِلَّا الْجَنَّةُ. رواه البخاري في صحيحه، قال الحافظ ابن حجر في شرح الحديث: قَوْله ( إِذَا قَبَضْت صَفِيّه ) هُوَ الْحَبِيب الْمُصَافِي كَالْوَلَدِ وَالْأَخ وَكُلّ مَنْ يُحِبّهُ الْإِنْسَان، وَالْمُرَاد بِالْقَبْضِ: قَبْض رُوحه وَهُوَ الْمَوْت... والْمُرَاد بِاحْتَسَبَهُ: صَبَرَ عَلَى فَقْده رَاجِيًا الْأَجْر مِنْ اللَّه عَلَى ذَلِكَ. انتهـى

ولا تنس عظيم الفضل الذي ذكره الله سبحانه في قوله: وَبَشِّرِ الصَّابِرِيْنَ الَّذِيْنَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُصِيْبَةٌ قَالُوا إِنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ*أولئك عَلَيْهِمْ صَلواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأولئك هُمُ الْمُهْتَدُونَ {البقرة:156،157} ولله عز وجل حكم عظيمة في ابتلاء العبد، فراجع الفتوى رقم: 13270. ففيها بيان ذلك .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني