الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

توبة من كان يأخذ أشياء من شخص بدون علمه

السؤال

كنت أعمل في شركة عام 1990، وفى عام1996 اختلق صاحب الشركة معي مشكلة ليطردني من العمل لأنه كان يطلب منى أن أنقل له أخبار الزملاء، وكنت قد أخذت بعض الأشياء، فماذا أفعل بعد هذه السنين؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالواجب عليك هو التوبة إلى الله من هذا الفعل، وتعويض صاحب هذه الأشياء عنها أو تطلب منه أن يجعلك في حل مما أخذت، أو تعويض ورثته إن كان ميتا،؛ لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ لِأَخِيهِ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ شَيْءٍ، فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهُ الْيَوْمَ قَبْلَ أَنْ لَا يَكُونَ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ، إِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عَلَيْهِ رواه البخاري.

وإن خشيت مفسدة من تعويضه عن هذه الأشياء بنفسك فأرسل له ذلك بأي طريقة تراها مناسبة يكون فيها تبرئة ذمتك وأمن المفسدة، وإن كنت عاجزا عن رد ما أخذته فهو دين في ذمتك إلى حين القدرة على ذلك، فحاول أن تثبته في وصية لك فالإنسان لا يعرف متى يأتيه أجله، وقد قال صلى الله عليه وسلم: مَا حَقُّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ لَهُ شَيْءٌ يُوصِي فِيهِ يَبِيتُ لَيْلَتَيْنِ إِلَّا وَوَصِيَّتُهُ مَكْتُوبَةٌ عِنْدَهُ. رواه البخاري ومسلم.

وأما إذا كنت لا تعرف مكان صاحب هذه الأشياء، ولا يمكنك إيصال حقه إليه لأن الأمر من سنين كما تقول، فتصدق بها عن صاحبها، وللاستزادة حول هذا الموضوع راجع الفتوى التالية: 40782.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني