السؤال
أعمل في مجال السياحة وتحديدا في قرية سياحية في البحر الأحمر بمصر، عمري 32 سنة، ليس لي علاقة مباشرة بالخمور، لكني أعمل بقسم الحسابات وأقوم أحيانا بطلب طلبيات الخمر من الشركة الموردة لها، كما أنني أقوم بكتابة الشيكات لها ومراجعة حساباتها..كما أنني غير قادر على التحكم في النظر إلى الأجساد العارية على الشاطئ، أو حمامات السباحة مما يضطرني إلى ممارسة العادة السرية خوفا من الوقوع في الزنا. فهل عملي بهذه الصورة حرام شرعا؟ وهل أتقاضى من أموال حرام أم حلال؟ علما بأنني حاولت العثور على عمل آخر لفترة طويلة دون جدوى وغير متاح لي إلا هذا العمل. فأرجو الإفادة؟
وشكراً لسيادتكم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يجوز لك البقاء في العمل المذكور لحرمة التواجد في مكان المعصية أو الإعانة عليها. وأما ما تأخذه من راتب على عملك محاسباً في تلك الهيئة فهو مباح، لأن المنفعة التي تأخذ الأجر في مقابلها مباحة، ولا حرج عليك في الانتفاع بالراتب الذي تأخذه على أن تقدر ما يقابل القيام بطلبيات الخمر من راتبك فتتصدق به. لكن يجب عليه ترك هذا العمل لما ذكرنا من حرمة شهود المنكر ولو لم تعن أهله. ولا شك أنك لن تستطيع المحافظة على دينك وخلقك في هذا الجو الفاسد وكثرة المساس تميت الإحساس، وللفائدة انظر لذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 9512، 4899، 26045.
وبناء عليه، فالواجب عليك هو التوبة إلى الله عز وجل، وترك ذلك العمل والبحث عن غيره، ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب، فاتق الله يجعل لك من أمر يسراً، وكف عن العادة السرية لأنها محرمة. وقد بينا حكمها وأسباب علاجها في الفتويين رقم: 5524، 21573.
والله أعلم.