السؤال
أنا شخص متزوج ولي طفلان، وعمري 31 سنة، أسكن مع أهلي في منزل واحد متكون من ثلاث غرف فقط، مع عائلة كبيرة من 9 أفراد، إخوتي في عمر الزواج، توظفت في إحدى دوائر الدولة، تمكنت من شراء قطعتي أرض سكنية، بعد أن ادخرت أموالي لمدة ثلاث سنوات، اشتريت الأرض عن طريق جمعية تعاونية بمبلغ بسيط قدره ثلاثة ملايين دينار عراقي بينما سعرها الفعلي هو 15 مليون دينار عراقي، علما أن سعر الدولار الواحد يساوي 1250 دينار عراقي.
للتوضيح- لطفا-راتبي الشهري هو ما يقارب 300$ أردت أن أقوم ببناء دار صغيرة لي وأطفالي ولكن لا توجد في العراق إلا القروض ذات فائدة -الربا- وأنا أعرف أنه حرام وحتى القروض من الدولة المنزل يكلف حدود 30000$ ثلاثون ألف دولار.
أتمنى من الله أن تدلوني على طريقة للاقتراض وبضمان راتبي الشهري، أو المساعدة عن طريق جمعيات الخير، لكي أتمكن من بناء منزل لي لأن هناك مشاكل كثيرة في بيت العائلة؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا علم لنا بجهة معينة يمكن أن تساعدك فيما طلبت، وليس هذا من اختصاصنا، وعلى أية حال فإنك قد أحسنت في تركك الاقتراض بالربا فهو من كبائر الذنوب وعاقبته إلى محق وقلة بركة، وقد قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ* فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ {البقرة: 278-279} .
وتذكر أن تركك لهذه المعاملة المحرمة من صفات المتقين، وقد وعدهم الله بالفرج والتيسير فقال سبحانه: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا {الطلاق: 2-3}، وقال سبحانه: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا * ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا {الطلاق: 4-5}.
وقد بينا عدم جواز الاقتراض بالربا لشراء مسكن في الفتاوى التالية أرقامها: 1215، 1986، 6689، فلتراجعها.
وإن كان هناك بنك إسلامي فراجعه لعلك تجد عنده المخرج، ونسأل الله لك الفرج والتيسير.
والله أعلم.