الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المعيار الذي على أساسه يُختار الزوج

السؤال

أنا فتاة أبلغ من العمر 27 ، حاصلة على ماجستير والعديد من الشهادات العلمية، لقد تعرفت مند سنتين على طبيب أكبر مني بـ 6سنوات، وعندما تعرفت عليه حكيت له كل شيء عن حياتي، وعرض علي أن يتقدم لطلب يدي، وبعد أسبوعين قلت له سبق وأن تقدم لي شخص قبلك، اتصل بي وكنت متضايقة جدا، تعصب وتضايق وأنهى الموضوع، وقال لي أنت خائنة، لأنه كان خاطبا مرتين وتركوه، وحاولت بشتى الطرق أفهمه وكل من حولي، وذهبت إليه في العيادة أشرح له، رفض أي تفاهم، وسافر إلى السعودية، بعد حوالي سبعة شهور توفي والدي، وتعرفت بعد ثلاثة شهور على شاب أكبر مني بسنتين، خريج حقوق، ويعمل في بنك، وقف بجانبي، وكان يحاول إسعادي بشتى الطرق، ومنذ أن تعرفت عليه كلم أخواتي لأنه كان محرجا أن يكلم والدتي في هذه الظروف، وأنا حكيت لوالدتي كل شيء، وحاول إسعادي بشتى الطرق، وعرف كل عائلته، وأخته كلمتني، وتعرفت علي، وبعد ذلك والده توفي، كلمني أنا أول واحدة، قال لي الخبر، وقرب مني أكتر، وكلم والدتي وعرفها كل ظروفه، وطلب أن يقابلها ويتفق معها على أن تتم الخطوبة قريبا، في هذه الأثناء كلمني الطبيب من السعودية، وقلت له والدي توفي، وكان يغضب لما يراني متضايقة، وفي مرة قلت له نحن لا نصلح لبعض، تعصب ودعا علي، وقال لي أنت (زبالة) مثل كل البنات فأغلقت الهاتف في وجهه، رجع يتأسف ويبكي ويريد يقبل رجلي لأسامحه، وأنه يحبني بجنون، وغير قادر يبعد عني، وعاد إلى مصر مرة أخرى، ويريد يتقدم لي، وقال لي إنني له هو، ولو لغيره سيقتلني ويحبني جدا، ورغم ذلك يظل يومين أو أكثر لا يكلمني في التليفون، عكس الشخص الآخر، نتكلم أكتر من مرة، ويتابع أخباري وتحركاتي، ووالدتي رفضت الطبيب، وهو يريد أن يقابلها، وأنا مترددة جدا في الاختيار، لأنني بعد وفاة والدي مكسورة جدا من داخلي. أنا لا أعرف ماذا أعمل؟ والدتي وأخواتي وأصحابي رافضون الطبيب، يقولون لي هو إنسان غير طبيعي، ومقتنعون بالشاب الآخر، على الرغم أن ظروفه المادية أقل من الطبيب. دلوني على الصواب.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلن تحيا المرأة حياة طيبة كريمة إلا في ظل هذا الدين، الذي شرع لها أخلاقاً وآداباً ، تصون عرضها وتحفظ كرامتها، وتحمي أنوثتها من كل معاني التبذل والمهانة.

أما عن سؤالك، فإن ما ذكرته من إقامة علاقة مع هذين الشابين، و ذهابك إلى الطبيب في عيادته، كل ذلك يدل على تهاونك وعدم معرفتك بحدود الشرع في تعامل المرأة مع الرجال الأجانب، فإن الشرع لا يقر التعارف بين المرأة والرجال الأجانب ولو كان بهدف الزواج، ولا يجوز للمرأة أن تكلم رجلاً أجنبياً بغير حاجة معتبرة ، لأن ذلك من أبواب الفتن ومداخل الشيطان، وإنما المشروع أن الرجل إذا أعجبته امرأة أن يخطبها من وليها ثم تظل أجنبية عنه حتى يعقد عليها، كما أنه لا حرج على المرأة أن تعرض نفسها على من ترضى دينه وخلقه للزواج ، بضوابط مبينة في الفتوى رقم :108281.

وننبه إلى أن الخطبة والزواج إنما يكون عن طريق الولي الشرعي وليس عن طريق المرأة نفسها ، كما أنه لا يجوز للمسلم أن يخطب على خطبة أخيه ، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ولا يخطب الرجل على خطبة أخيه حتى ينكح أو يترك متفق عليه.

فالواجب عليك قطع علاقتك بهذين الشابين، والتوبة إلى الله مما سبق، والحرص على تعلم أمور دينك، ومصاحبة الصالحات اللاتي يقربنك من الله، مع كثرة الذكر والدعاء، واعلمي أن معيار اختيار الزوج الذي تسعد معه المرأة في الدنيا والآخرة ، هو الدين والخلق، فمن تقدم لك من أصحاب الدين والخلق فاقبليه، سواء كان ذلك الشاب أو غيره، وننصحك بالتشاور مع أهلك في قبول من سيتقدم أو رفضه مع الاستخارة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني