الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطيبها يطلب منها التمسك بالشرع وأن تكون سلفية

السؤال

تقدم لي شاب علي خلق عال وحسن المظهر، ولكنه يشترط أن أتشدد فى الدين، وأن يكون تفكيرى سلفيا، وأنا أريده لكن أخاف ما الحل؟ وما الصواب؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالأصل في معيار اختيار الزوج هو الدين والخلق، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: إِذَا أَتَاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ خُلُقَهُ وَدِينَهُ فَزَوِّجُوهُ إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ. رواه ابن ماجه و الترمذي، وحسنه الألباني، وذلك لأن في صلاح الدين والخلق سعادة الآخرة والدنيا.

والمقصود بالسلفية ليس طائفة معينة من الناس، وإنما هو منهج لأي مسلم يتبع النبي صلى الله عليه وسلم، ويلزم طريقة أصحابه ومن تبعهم بإحسان، وراجعي الفتوى رقم: 5484، والفتوى رقم: 31293.

ومنهج السلف على ذلك بعيد عن التشدد، فإن الدين يسر، قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا، وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَيْءٍ مِنْ الدُّلْجَةِ. رواه البخاري.

ولكن كثيراً ما يخلط الناس بين التفريط والتسيب وبين التيسير، وكذلك يخلطون بين التمسك بالشرع والوقوف عند حدوده وبين التشدد، فبعض الناس يظن التزام المرأة بالحجاب تشددا ، والتزام الرجل باللحية تشددا ، وليس الأمر كذلك ، وإنما التشدد كما عرفه العلماء، هو: المبالغة في تنفيذ الأمر بما يشق على النفس، ويكون سبباً في نفورها ومللها. وانظري الفتوى رقم: 21148.

وعلى ذلك فإذا كان هذا الشاب ذا دين وخلق، ولا يبالغ في شيء من الشرع، وإنما يتمسك بدينه ويسعى لمرضاة ربه، فذلك من نعم الله عليك، فلا تترددي في قبوله بعد استخارة الله عز وجل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني