السؤال
والله تعجز كلماتي عن شكركم على تعاونكم.. أسأل الله عز وجل أن تكون في ميزان حسناتكم..
مشايخي الفضلاء.. في الحقيقة تواجهني مشكلة.. وهي أني الحمد لله رب العالمين كنت ملتزما.. وكنت أصوم الإثنين والخميس والأيام البيض.. ولكني بنفس الوقت كنت أعمل في وظيفة لا تدر لي الدخل المطلوب.. ولكن بفضل الله عز وجل أكرمني الله بوظيفة ذات راتب عال ووظيفة محترمة.. ولكن مشكلتها أن ساعات عملها كثيرة.. وهناك ضغط عمل كبير.. مشكلتي تكمن هنا.. بسبب الضغط الهائل.. خف إيماني بسبب ضغط العمل أصبحت صلاتي من غير خشوع.. خفت صلاتي بالمسجد وذلك بسبب أن طبيعة عملي ميداني.. كنت دائم القراءة للقرآن والآن لا أقرأ.. هل هذا العمل الجديد هو ابتلاء من الله وفشلت في الاختبار، والله إني في حيرة من أمري، فأرشدوني؟ وجزاكم الله كل خير وآسف على الإطالة.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإحساسك بهذا التقصير علامة خير فيك، فنسأل الله أن يجزيك خيراً ويزيدك حرصاً على الخير، وينبغي للمسلم أن يكون متوازناً في حياته فيعرف لربه حقه ويعطي جسده حقه، ويعطي كل ذي حق حقه، ولا يجوز للمسلم أن يلتحق بعمل يؤدي به إلى تفويت واجب من الواجبات، ولا ينبغي له أن يلتحق بعمل يشغله عن الله وعما يزيد به إيمانه من طاعة الرحمن وتلاوة القرآن ونحو ذلك، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 59229، والفتوى رقم: 53711.
وصلاة الجماعة واجبة على الراجح من أقوال العلماء، ولكن أهل العلم قد ذكروا أعذاراً تبيح التخلف عنها ومن ذلك كون الرجل في عمل قد يتضرر هذا العمل إن تركه كالعمل في الحراسة مثلاً، وكذا إن كان هذا العمل يحتاج إليه في معيشته إلى غير ذلك من الأعذار، ويمكنك مراجعة الفتوى رقم: 60743.
ولا شك أنه إذا أمكنك الاستمرار في هذا العمل الثاني وتلافي تلك المحاذير كان هذا أمراً حسناً تجمع به بين مصالح الدين والدنيا معاً، وإذا لم يكن تلافيها وكنت مكفياً بالعمل الأول في نفقتك ونفقة عيالك فنرى أن ترجع إليه فلعل الله تعالى يجعله أكثر خيراً وبركة.
والله أعلم.