الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التوبة من أخذ المال من جهة العمل بغير حق

السؤال

لقد أخذت من مال العمل أكثر من 30 ألف جنيه، وأنا محتاج لهذا المال من أجل الزواج، وأقسم بالله أنني لم أفعل ذلك من قبل ولكنني أحتاج هذا المال، مع العلم أني في حالة نفسية سيئة بسبب هذه الفعلة، وأنني لا أستطيع أن أرد هذا المال خوفا على مصدر رزقي، ولا أعرف ماذا أفعل بهذا المال، مع العلم أنني قمت بشراء بعض الذهب لخطيبتي منه، فماذا افعل أرجو الإجابة سريعا حتى يرتاح ضميري؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما قمت به من أخذ مال من جهة العمل يعد من خيانة الأمانة التي أمر الله برعايتها وأدائها إلى أهلها, فقد قال سبحانه وتعالى: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا {النساء:58}.

وحذر سبحانه من خيانتها, فقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ {الأنفال:27}.

وعد صلى الله عليه وسلم خيانتها من صفات المنافق حين قال: آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ. رواه البخاري ومسلم.

والواجب عليك التوبة إلى الله بالندم على ما وقع منك ورد ما أخذت كما في الفتوى رقم: 56500.

ويمكن أن يكون رده خفية حتى لا يفتضح أمرك ويتضرر عملك كما في الفتوى رقم: 29667. ولا تتم توبتك إلا برده، وللأهمية راجع الفتويين: 51888، 110118.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني