الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم أخذ الحق المغصوب من ورثة الغاصب بطريق خفية

السؤال

شخص أخذ ورثة أمي بغير حق وقد توفي وقد أبلغنا زوجته وأولاده بهذا الأمر، هل يجوز إذا لم يستجيبوا أن آخذ حق أمي منهم بأي طريقة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن من أعظم ما يلقى به المرء ربه خطرا أن يقدم عليه بمظالم العباد فيوشك أن يكون مفلسا توزع حسناته في عرصات القيامة بين الناس, ثم يقذف به في النار, فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا و ضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أُخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار. رواه مسلم.

فنسأل الله أن يتجاوز عن المخطئين منا.

أما بخصوص ما سألت عنه من أخذ حقك إذا لم يستجب ورثة هذا الميت, ولم تجد طريقة لاستخلاص حقك إلا بأخذه بطريقة خفية فإنه يجوز لك وفقا لما يعرف عند العلماء بمسألة الظفر، ولبيان أقوال العلماء فيها راجع الفتوى رقم: 28871.

والراجح الجواز إذا تعينت طريقا للحصول على الحق, فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: قالت هِنْدٌ أُمُّ مُعَاوِيَةَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ شَحِيحٌ فَهَلْ عَلَيَّ جُنَاحٌ أَنْ آخُذَ مِنْ مَالِهِ سِرًّا قَالَ خُذِي أَنْتِ وَبَنُوكِ مَا يَكْفِيكِ بِالْمَعْرُوفِ. رواه البخاري ومسلم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني