الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم العمل في تنزيل نغمات الجوالات

السؤال

سؤالي: هو أنني أعمل في محل جوالات على الحاسوب حيث إنني أستخدم الحاسوب لبرمجة الجوالات وتنزيل النغمات وتشتمل النغمات على كافة الأناشيد والأغاني حقيقة أنا أعيش في فلسطين ووضعنا في البيت الله أعلم بحالنا من حيث الديون على أبي تصل إلى مبالغ كبيرة لا يمكن سدادها تصل إلى 20 ألف شيكل ونحن لا نملك طعامنا اليومي وأنتم تعرفون حالنا في فلسطين حيث إنني لا أجد عملا قط غير هذا العمل حتى نستطيع أن نستكمل حياتنا فنحن أفراد أسرتنا 9 وأبي لا يعمل وأخي يعمل ولكن نقوده لا تكفي لقد سألت شيخا من منطقتنا وأجاز لي العمل بعد ما شرحنا له هذه الحال ولكن إذا ما وجدت عملا آخر يجب علي ترك هذا العمل فهل يجوز لي أن أستكمل عملي هذا؟ وبارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد سبق بيان حرمة الغناء والموسيقى في عدة فتاوى منها الفتاوى ذات الأرقام التالية: 987، 9776، 5770، 23705، 31382.

وعليه فلا يجوز العمل في ما يكون سببا لاستعمال وانتشار ما حرم الله لقوله تعالى: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2}

هذا هو الأصل ولا يتغير الحكم إلا مع الضرورة القصوى كأن تخشى على نفسك الموت جوعا وعريا، أو أن يلحقك من المشقة ما لا تستطيع تحمله، وهذا كحال من يجوز له أكل الميتة أو الخنزير، وعندئذ لابد أن تقتصر على ما يزيل ضرورتك وحسب. وما دام هذا العمل هو الفرصة الوحيدة المتاحة لك فإن من قواعد الشرع أن الضرورات تبيح المحظورات. وقد سبق بيان ذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 16557، 70489، 68612، 22169، 39304، 8428.

وحد الضرورة المبيحة لتناول الحرام هي وصول المكلف إلى حد إذا لم يتناول الحرام هلك أو قارب الهلاك أو وصوله إلى درجة من المشقة لا تحتمل إلا بضرر كبير ولا تندفع إلا بتناول الحرام، كما سبق بيانه في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 65015، 6501، 6689، 50297 .

هذه هي الرخصة ولكن الأفضل بلا شك أن تترك هذا العمل ثقة بالله وتوكلا عليه، وتجتهد في السعي للبحث عن عمل حلال ولتتذكر قوله تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا{الطلاق3، 4}

وقوله صلى الله عليه وسلم: إنك لن تدع شيئا اتقاء الله تبارك وتعالى إلا آتاك الله خيرا منه. رواه أحمد

وقد سبق ذكر بعض النصائح لمن ضاق عليه الرزق في الفتوى رقم: 7768 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني