الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التحول من العصيان إلى الطاعة والإيمان

السؤال

تزوجت بامرأة ( ليست عذراء) و قد صارحتني بذلك وأنا أخذت بجمالها الخارق وأسلوبها الرائع والحق يقال إنها أعانتني كثيرا في بداية حياتنا ولم ألحظ عليها إلا التوبة والرجوع إلى الله و لم تقصر معي ماديا أو معنويا ولا مع أهلي و صبرت على مشاكلي المادية وغيرها بل لاحظت كثرة استغفارها وتقربها لله والدعاء لي بظهر الغيب.
بعد فترة من الله علينا بالذرية و كانت أما صالحة و ابنتي الآن رغم أن عمرها 5 و نصف إلا أنها تحفظ الآيات القرآنية وأفاجأ أن ابنتي و أمها تحاولان حفظ سورة الملك مما أسعدني ومن الله علي بالرزق الطيب والعمل الذي يدر دخلا طيبا جدا فاعتمرنا و تحجبت زوجتي والتزمت ولم تعد تنمص أو تسمع الموسيقى و كل همها البيت وراحتنا والتقرب لله ولا أخفي عليكم رغم ما كانت عليه إلا أنها كريمة الخلق و قصيرة اللسان ولا تتدخل إذا ساعدت أهلي ماديا يعني أنا مرتاح جدا معها والفضل لله.سؤالي هو هل يمكن أن يحدث هذا التغير للمسلم بعد أن كان لا يعتني بالدين و يتحول إلى مسلم مثابر صالح وهل يجزيني الله أني سترت مسلمة؟ و أكرر أني سعيد بحياتي و لا ينقصني إلا الزيادة في الدين و التقوى، أنا وزوجتي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهذا التغير قد يحدث للمسلم فيكون مفرطا في جنب الله مسرفا على نفسه فترة من الزمن ثم يرزقه الله التوبة والإنابة ويصلحه فيتبدل حاله من إساءة إلى إحسان، ومن بعد عن الله إلى قرب منه وإقبال على طاعته وهجر لمعصيته كما قد يحدث ذلك للكافر، فقد أخبر الصادق المصدوق أن الإنسان قد يعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها. والحديث متفق عليه.

فلا غرابة في ذلك فاحمد الله عز وجل أن رزقك زوجة صالحة واشكره على نعمه يزدك من فضله واستر عليها ما أخبرتك به، وما كان لها أن تخبرك فتكشف ستر الله عليها، أما وقد فعلت فيجب عليك سترها بحق أخوة الإيمان ولكونها زوجة لك وقد تابت إلى الله عز وجل، والتوبة تمحو ما قبلها، نسأل الله تعالى ألا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا للإيمان، وأن يوفقنا لما يحبه ويرضيه عنا، وأن يهيئ لنا من أمرنا رشدا ويرزقنا التقوى والخشية منه ظاهرا وباطنا إنه ولي ذلك والقادر عليه.

وانظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 5646، 59890، 11620.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني