السؤال
في ليلة أول يوم من شهر رمضان المعظم و عندما كنت أستعد للنوم قلت : اللهم إني نويت إهداء ثواب الصيام والقيام وكل ما سأتلوه بإذن الله من كتاب الله خلال شهر رمضان إلى روح سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم و إلى روح أبي فتقبلها مني يا رب ( مع العلم أن أبي متوفى).
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا بُد من أن ننبهك أولاً على أن إهداء ثواب القربِ إلى النبي صلى الله عليه وسلم مما لا يُشرع ولم يرد به نص، وانظر الفتوى رقم 19275، بل واقعُ الأمرِ أن كل طاعات الأمة وحسناتها تقع في ميزان النبي صلى الله عليه وسلم، لأن من دل على خيرٍ فله مثلُ أجر فاعله، وكل خيرٍ يفعله المسلمون فإنما هو بدِلالةِ النبي صلى الله عليه وسلم.
وأما إهداؤكَ ثواب الصيام والقيام لأبيكَ المتوفى إن كنت فعلتها بنية عن نفسك لا عنهما بل أهديت لهما ما حصل لك من ثواب على ذلك العمل فلا نعلم ما يدل على مشروعيته، ولكن قد قال بصحته بعض أهل العلم كما ذكرنا في الفتوى رقم: 112409.
وأما إهداءُ ثواب قراءة القرآن فالراجحُ وصول ثوابه إليهم، وانظر الفتوى رقم: 5541 ، وإن كان الأولى للمسلم أن يجعل ثواب القرب لنفسه خروجاً من الخلاف، ولأنه سيأتي عليه يومٌ وهو أفقرُ ما يكونُ إلى الحسنات.
فليكثر من الدعاء والترحم على موتى المسلمين فإن ذلك مما ينفعهم من غير خلاف.
والله أعلم.