الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مقياس الجمال في المخطوبة مرده إلى الخاطب وحده

السؤال

أنا موظف في الحكومة وأتقاضي مرتبا محترما وأعيش في أسرة متواضعة والحمد لله، الموضوع تقدمت لواحدة في سن التوجيهي والحمد لله أعجبتني ولكن بعد الخطوبة بيوم أهلي أصبحوا يعايرونني على أنها قصيرة وأصبحت أسمع الكلام من كل ناحية، وبصراحة تضايقت كثيرا وأصبح لدي الإحباط النفسي من وراء هذا الموضوع بالرغم من أن أهلي هم من دلوني على هذه الفتاة، فأرجو لي نصيحة منكم وبارك الله فيكم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلقد وضح رسول الله صلى الله عليه وسلم معيار اختيار الزوجة بقوله صلى الله عليه وسلم: تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك. رواه البخاري ومسلم.

فمن سعادة المرء في الدنيا والآخرة اختيار الزوجة ذات الدين، لكن ذلك لا يعني أنه يغفل الجوانب الأخرى في الاختيار، بل إن مراعاة الزوج ما يوافقه في الزوجة أدعى لحصول المودة بين الزوجين، فقد روي عن المغيرة بن شعبة: أنه خطب امرأة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما. رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه وصححه الألباني في صحيح الجامع.

ومن المعلوم أن الجمال نسبي فما يوافق شخصاً قد لا يوافق آخر، وعلى ذلك فهذا الأمر يخص الزوج وحده وليس لأحد أن يتدخل برأيه فيه، فإذا كانت الفتاة التي خطبتها ذات دين وقد لاقت قبولاً عندك فاستخر الله عز وجل ثم لا تتردد في الزواج منها، ولا تلتفت لما يقال لك عنها، وأخبر من يقول ذلك بأنه مخطئ، لأن ذلك من التدخل فيما لا يعنيه، ومن الغيبة المحرمة، وكن واثقاً أنك ما دمت قد اخترت ذات الدين واستخرت الله فسوف يبارك الله لك في هذا الزواج، ويكون لك سكناً وعوناً على أمر دينك ودنياك.. والله الموفق.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني