الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يسترد مثل ما ساهم به عند تأسيس البنك الربوي

السؤال

لوالدي أسهم في بنكي العربي وسامبا .
وكما تعلمون أن العربي وسامبا ربويين، لم يشترها أو يتداولها بل هي قديمة وضعت في البنك مساهمة في تأسيسه قبل أكثر من 25 عاما، وقد كان السهم يقارب ثمنه الريال فقط.
ولتوضيح الأمر إذا كان قد وضع أحدهم 1000 ريال فقط ، يقارب ما يملك الآن المليون .
والدي يجهل الحكم الشرعي ذلك الوقت ويجهل ما كان سيؤول عليه البنكان من توجهات في العمالة التجارية .
والآن كما التبس على الكثيرين ممن يدخلون في هذه البنوك الربوية بدعوى سوف أتخلص من نسبة الحرام فيها يظن أن بقاء المال فيها جائز بدعوى تحرير الجزء الحرام منها حال بيعها .
سؤالي بالتحديد :
كيف يتصرف بها الآن ؟! وأتمنى أن تدعوا لي بإقناعه با يرضي الله سبحانه ورسوله .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يهدي والدك لما يرضي الله ورسوله إنه ولي ذلك والقادر عليه.

أما بخصوص السؤال فإنه لا تجوز المساهمة في البنوك الربوية، لقوله تعالى: فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ {البقرة:279}

وإذا حصل على أرباح من معاملات ربوية تخلص من تلك الأرباح بصرفها في وجوه الخير كالإنفاق على الفقراء والمساكين وبناء المستشفيات؛ كما هو شأن كل من حاز مالا حراما لا يدري مالكه أو لا يستطيع التوصل إليه ولا إلى ورثته.

وبناء على هذا؛ فإنه يحب على أبيك صرف عائد أسهمه في وجوه الخير، كما عليه أن يسترد مثل ما ساهم به عند التأسيس ما استطاع إلى ذلك سبيلا بدلا من استرداد الأسهم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني